الصفحات

الأحد، 2 يناير 2011

الواقع الاجتماعي والثقافي لقبائل جنوب النيل الأزرق Social and cultural reality of the tribes of South-Blue Nile

28/12/2010م

أثر الاستفتـاء على الواقع الاجتماعي والثَّقافي
لقبائل جنوب النِّيل الأزرق

تقع منطقة النيل جنوب شرق  السُّودان بين خطي طول 33- 35 وخطي عرض 10 – 12 درجة، في الشمال الشرقي ولاية سنار، وفي الجنوب الشرقي دولة أثيوبيا، أعالي النيل من الغرب، مسا حتها 38.000 مليون فدان، سكانها 800 ألف نسمة.

أولاً : جنوب النيل الأزرق تتبع للشمال
 ثانياً: معظم قبائلها ذات امتدادات وصلات ووجود مشترك مع قبائل في جنوب السودان
 ثالثاً: الاستفتاء في جنوب النيِّل الأزرق للقبائل النيِّلية الصريحة في نسبها للجنوب.
 التقسيـــم الإداري 
محلية الدمازين.
- محلية الرصيرص.
 - محلية بــاو.
 - محلية قيسان.
 - محلية الكرمك.
 - محلية التضامن
إضــاءة  أولى
“What the use of a house if you haven't got  tolerable planet to put it on”.
H.D.T

: "ما فائدةُ البيتِ إذا لم تجدْ كوكباً  محتملاً – ملائماً - تضعه فيه" !!!
                         هنري ديفيد ثورو
الأبعاد الجغرافية للمنطقة
     نجد بجنوب النيل الأزرق مناخ السافنا الغنية وبها أمطار غزيرة (8 شهور) 40- 700ملم، تتنوَّع فيها الأشجار والحشائش
      بها العديد من: الجبال - الخيران – الوديان، مع تنوع في الغطاء الشجري: اللعوت، الإندارب، الدوم، الكتر، الحراز، الأراك، الجميز، الهبيل، التبلدي، الدليب، الهشاب، الهجليج، الطلح، السنط، القنا، القرع، العرديب،  الجوغان،  السدر،الدروبا،العرديب، السيلك، الطارايا، الأبنوس، الترتر، الصباغ، الكاكموت.
      فيها وفرة في المحصولات البستانية وبخاصة على ضفتي النيل من الدمازين وحتى سنجة. تكثر زراعة الموز والموالح. منطقة قيسان غنية بأشجار المانجو.
الخيران الموسمية
وبها الخيران:
- خور تُمُت          - خور الدَّهب
- خور الياس        -  خور عدار
- خور أحمر         - خور يابوس
- خور بَرَنك
مملكة الفونج
 عرفت عبر تاريخها مملكة الفونج 1504- 1821م، فنجد في مقطع غنائي:
” فازوغلي الحضارة أرض المكوك المانجلوك“
حيث اللقاء التاريخي ببين عمارة دنقس وعبدالله جماع، وهو لقاء يقف كأصدق شاهد على قدرة هذا المجتمع على التصالح والتعايش والتمازج.
 تجربة قانون المناطق المقفولة 1921م - 1932م، والذي تقود بنوده وتؤدى إلى:
1- الفصل التام بين السكان الشماليين والجنوبيين بحيث لا يجمع بينهما جامع.
2- تشجيع استخدام اللغة الانجليزية للتخاطب بين الجنوبيين.
3- محاربة الإسلام واللغة العربية، وعدم استخدام الأسماء العربية والعادات العربية بما  في ذلك الزى الشَّمالي.
4- تشجيع التجار الأغاريق والتجار من جنسيات مختارة للعمل في الجنوب.تتاخم حدود 1956 وتشترك العديد من قبائلها وتتداخل مع مناطق داخل تلك الحدود جنوباً وتتحرك في مسارات رعوية تقع في الشمال والجنوب كقبائل البرون والمابان وسليم والصبحة.

الخَصَائِص السُّكّانية
     يتكوَّن النسيج الاجتماعي للولاية من مجموعة من القبائل تضم أكثر من أربعين قبيلة. ونظراً لهذا الحضور القبلي والتَّباين العرقي فقد قامت عدد من النظارات.
1- الإدارة الأهلية
2- نظارة الفونج.
3- نظارة الإنقسنا.
4- نظارة فازغلي.
5- نظارة البكي.
6-نظارة قلي.

تتنوع تبعاً لهذه القبائل الملامح الثقافية وتتبادل فيما بينها السمات وتنصهر المكونات الثقافية وتهاجر النصوص من (خشم بيت) إلى آخر لتشكل القواسم الثقافية المشتركة.
       هناك آلة موسيقية ذات وزن ثقافي ملحوظ بالمنطقة وهي آلة الوازا آلة للطقس الدِّيني وللمناسبات الاجتماعية والثقافية المختلفة وهي من الآلات النادرة جدا والفريدة في تكوينها ووظيفتها: وهي تتكون من مجموعة من ألآت النفخ القرعية التي ينفخ عليها، وتتفاوت أطوالها وأحجامها وأصواتها، ومنها:
دوول , تعني "البومة"   
موشنــق  وتعني (الفتاة)
- كدي بالا  وتعني الصبي والفتى الصغير
-  برامبـالا ومعناها الرجل العجوز
شنيير  وتعني الحمار
 - وازالـــو وهي الآلة القائدة للمجموعة بمصاحبة الأسيصاغو وهو الكشكوش. وترتبط هذه الآلة مع غيرها من الآلات التي تذخر بها المنطقة، بالعديد من الرقصات والطقوس،  كرقصة أبُمبُـم. وطقس جدع النار.
    وهناك العديد من المزامير التي اشتهرت بها المنطقة، كمزامير أقنبور والبلونقرو والبلوشرو. ولقد أخذ الغربيون هذه الآلة وطوروها فأصبحت تسمى عندهم " بانفلوت" Pan flute وهي آلة ذات وظيفة موسيقية كبيرة في الأوركسترا الغربية واستفاد منها الموسيقار العالمي JAMES LAST  في مقطوعاته الموسيقية.

     لقد وجدت المكونات الثقافية لهذه المنطقة قبولا لدى العديد من القبائل التي تقطنها، فآلة أبنغرنق وهي الربابة لدى البرتا توظف توظيفا جماليا، وتشترك بعض القبائل في استخدامها كالبرتا والهمج والفونج والجبلاويين بينما لدى الإنقسنا ربابة خاصة تسمى الجنقر وهي كبيرة الحجم وأوتارها من العصب.ً وهناك العديد من الآلات الإيقاعية والوترية والمزامير التي لم تجد حظها من الدراسة والبحث كآلة الباتمتم مثلاً وهي التي تشبه الدنقر في شمال السودان.
   هذه الإشارات تفضي إلى توصيف أولي لمكونات ثقافية مميزة وقيمة لهذه المنطقة يمكننا عدها ضمن منظومة الثقافة السودانية واقتصادها المهمل تماماً!!!
مشاهير الغناء الشَّعبي
    من المشاهير في مجال الغناء الشعبي في منطقة جنوب النيل الأزرق، والذين يعبرون بأغنياتهم عن الحياة اليومية المعاشة بمجتمعهم، فعامل الصدق واضح جدا في أعمالهم فالفن والثقافة عندهم لا تعيش في عزلة عن الواقع!!! وهذا عامل مهم، وهم:
1- رجب عدلان أفندينا من الهمج
 2- لوبيا شانشا- من الهمج
3- حليمة جنزير من الإنقسنا
4-الشايب سوميت من البرتا
5- جاقندى إيلام  من الإنقسنا
6- سبت عثمان
7- الجمـري  من الهمج والحلاويين
8- السَّماني أحمد خميس
9- الطاهر سراجية
10- حسن نمر الشاطئ.
11- عصام جنكيز من الهمج والحلاويين.
    فإذا قمنا بانتخاب سريع ومونتاج سريع لبعض نصوص تلك الأغاني نجد مثلاً:
1- (آيو آيو  هولن فييي  جيديا غازي دهولنق)
النص هو خطاب وحوار بين الشاعر وطائر الجوخ الأحمر يسأل فيه الشاعر الطائر (آيو) عن مصير طعام أطفاله
2- (أربأة جدادات ياتي دلوما أغورشي قلَّن بالو
أشان أمدشي يا بثينة
زلي زليم الغالي لاغزو مي صالو
لاغزو زي لالو    ...... إلا غودي
واللا يازقي فودا بولقيشن دى فودي
غلوي غلوي ألا ميلا بوندي ألا فودا بوندي الا ميلا  يي
  النص عبارة عن قصة مفادها أن الشاعر قد تيراب الذرة  النادر الذي يدخره ورثة من أجداده بفعل الدجاجات الأربع التي جاءت بها زوجته بثينة، ويتحسر على فقدان هذا التيراب ويعاتب زوجته.
  ويهتم أهل الصعيد " جنوب النيل الأزرق، بغناء الحماسة الذي تجسده أغنيات الهمج والكماتير عبر الدلوكة التي ارتبطت باسميهما
(دلُّوكة الهمج ودلُّوكة الكماتير)
     وهنا نلاحظ أن آلة الدلوكة ألة مشتركة بين أهل الشمال وأهل الصعيد كغيرها من الآلات
جبل قبانيت ” أم النركة“. (الشطَّة والويكة)
جبال فامابا، فامادودو، فازوغلي، فاماظر، فاشنغو، فالبد، فادمية، فاماكا،
بل ميلى، بل لابسو ،جبل بل غوة، جبل باو، بل قورقودو  ” جبل القماري".
       أثر البيئة على المكوِّن الاجتماعي والثَّقافي
    تمتاز هذه المنطقة بمكوِّن بيئي طبيعي متنوِّع وثر وغني الشيء الذي ينعكس على تراثها بشقيه المادي والشفهي. فجنوب النيل الأزرق بهذا التنوع والثراء تعد خزانة للمكونات الثقافية الأولى للمجتمع السوداني والتي بدورها تعد من أقيم المصادر الطبيعة للدراسات والبحوث السُّودانية التي لا غنى عنها لفهم المجتمع السوداني، وهذا ما نخشى عليه من الضياع إن أحدث الانفصال القادم والذي يتوقعه الكثيرون بين الشَّمال والجنوب
        الزِّراعــــــة
   تتنوع المحاصيل  بين السمسم والذرة والقوار واللوبيا والموالح وغيرها من المحاصيل ووفرة الأمطار مع جودة التربة فتح مجالات كبيرة للشركات كالمصرية  وغيرها من العمل والاستثمار فيها .
      ولأهل النيـل الأزرق خبرات ومهارات عالية في مجال الزراعة بالطريقة التقليدية
"أم بَحَتي"  في "المَغـورات" المنخفضات في  (قَفَــا) و(أبـَـالا) وتعني الزراعة قرب المساكن وبعيداً عنها. مع الأضرار التي يشير إليها بعض المتخصصين في مجال الزِّراعة. وعرف إنسان المنطقة العديد من الآلات الزِّراعية مثل:
- المونتباب
- الكولبيتة
- التُّرمباش
- الآرموس
       الرَّعـــــــي
معظم قبائل النيل الأزرق تمارس الرعي مع الزراعة مع بعض التجارة التقليدية البسيطة. وللرعي مسارات تتقاطع أحيانا مع الحيازات الزراعية مما يسبب صراعاً بين المزارعين والرعاة، حيث إن الخارطة الاستثمارية وتخطيط المسارات لم يتم كما يجب ولكن رغم ذلك يتحرك الرعاة بثرواتهم الكبيرة من الأبقار والجمال والضأن والماعز، فالمنطقة قادرة على توفير الكلأ لهذه الماشية في خمسة شهور فقط أما الشهور الأخرى المطيرة فتحتم على الرعاة التحرك إلى مراع أخى تقع في ولايات أخرى وهنا
      الصيــــــــد
       المنطقة غنية بالحيوانات البرية كالغزلان والقطط البرية ودجاج الخلاء وأنواع من الطيور الأخرى والزواحف والحيوانات البرمائية والمائية.
 ويرتبط عالم الحيوان بعوالم الثقافة هناك فالصيد وأدواته والتراث المادي والشفهي ومرجعيات القصص والأساطير ترتبط بهذا المجال وفيه ثراء قلَّ أن نجده في مكان آخر
وهذا مما حفَّز السكان لابتكار العديد من الأدوات والأسلحة كالبندقية (البالدقو)- صناعة محلية- والترمباش والكولبيتة وغيرها من الآلات. ومن الحيوانات المألوفة جداً للسكان (البرنتا) و(أبوشوك) و(أبْ دُرْبال) و(الأرانب) و(جداد الخلاء) والأسماك التي ترتبط بها قبائل الفلاتة والفولاني والهوسا الذين يسكون المناطق النيلية الغزيرة الأشجار (خاصة شجـر النيـم)، ونجد تايات الصيادين على ضفاف النيل الأزرق وتمتد جنوبا إلى أب شندي وأم درفة وبقية المناطق المتاخمة للحدود مع إثيوبيا.
  ولقد أمضيت زمناً يقارب الست سنوات في  منطقة النيل الأزرق، متجولا وراصداً للحراك المجتمعي هناك مما مكنني من إعداد وتقديم البرنامج الإذاعي ( البرنامج الموجه لجنوب النيل الأزرق باللهجات) والذي عاونني فيه يوسف محمد علي الشايب من أبناء الكرمك ( والده من العركيين ووالدته من الكرمك) ولقد عمل والده بتجارة الذهب. وأيضاً موسى عبدالله من أبناء الجمجم، لتقديم خدمة برامجية إذاعية تنويرية تثقيفية لتلك المنطقة المهمة جداً.
    وكان حصاد هذا البرنامج تواصلاً  إعلامياً فعالاً مع إنسان النيل الأزرق، ومن الخدمات المهمة التي قام بها هذا البرنامج عكس تراث تلك المنطقة وإبراز الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والقيمية المهمة فيه، كما تمكنا في البرنامج من ترجمة قصارى سور القرآن الكريم باللهجات المحلية  لسكان النيل الأزرق. 
جمـــع الثِّمار
  الأشجار الكثيرة التي تغطي المنطقة والتى جار عليها القطع ونيران الاهمال والعشوائية، تمد إنسان النيل الأزرق بالكثير من الثمار والأخشاب والخيرات التي يتمتع بها السودان قاطبة. وهذا مجال حيوي يبذل فيه أهل النيل الأزرق مجهوداً كبيرا ويوفر للمواطنين مصدراً من الدخل الطيب الذي يعينهم على الحياة الكريمة
التِّجـــارة
  يرتبط النشاط التجاري مع بقية أجزاء السودان ومع دولة الجوار (إثيوبيا) بالملح والبن والذرة، والسمسم والأسماك وغيرها، وتعتبر هذه المنطقة من أغنى مناطق السودان بالذرة التي تذرع في مساحات كبيرة لا يتمكن الناس في الغالب الأعم من حصادها كلها فتكون نصيبا ورزقاً للطيور. كما تمد هذه المنطقة المدن السودانية وفي مقدمتها العاصمة المثلثة بالأسماك والفواكة كالمانجو والبرتقال من مناطق قيسان والكرمك وأورى، التي تسمَّى جنة القرى لجمالها وبهائها.
      نلاحظ أن السياحة لم تجد لها حظاً في هذه المنطقة لوعورة الطرق وقلة المرافق اللازمة للسياحة كالفنادق والاتصالات وغيرها.
العــادات والتقاليــد
       تستمد عادات أهل المنطقة من مرجعياتها العربية الإسلامية والزنجية وهما المكونان للعناصر السكانية بها. فلقد عرفت المنطقة السحر والظار " الطمبرة" والكجور والطقوس الوثنية كما عرفت التصوف والنفير والتداوي بالأعشاب والرقية. ومن تلك العادات عادة:  
البُّـــوم
      وهي للعلاج من المس الشيطاني حيث يربط المصاب وغالباً يكون من النساء بحبال مفتولة من السعف، بعد أن يضع زوجها أشياء ثمينة في فمها ثم ترمى في النهر وتخرج مرة أخرى، وترتبط بهذه العادة بعض الطقوس.
جَدْع النـــَّار
 طقس مهم لدى سكان المنطقة حول جبل تورناسي وهو جبل مقدس ولهذه العادة شيخ يسمى (البلعادو) "شيخ العادة" وهو الذي يحتكر اقتناء آلة الوازا ويقوم بتدشينها بأول المحصول في نهاية شهر أكتوبر شهر الحصاد، وهو ميقات هذه العادة التي يلبس الناس فيها ملابس بعينها، ويقومون بأداء أغنيات معينة تعبر عن تمنياتهم بوفرة المحصول ومباركته. وترتبط آلة الوازا بهذه العادة.ومن مقوماتها الباباروش والأهيشالي وأغنيات ورقصات الهوكي وابمبم.
ومن عاداتهم أيضاً:
الدُّبُك:
        وهو طقس راقص له أبعاد علاجية
الّدّمبلا :
        وهي  الظار بعينه
                النفيــــر
 من الظواهر الاجتماعية الموجبة التي يعتمد عليها المواطنون في الزراعة والحصاد والصيد. وطبيعة المنطقة تحتم عليهم التعاون لانجاز العديد من الأعمال كبناء المساكن وإعداد الأراضي للزراعة وقطع الأخشاب ونشرها.
كتبتني القصيدة
  هذه المنطقة تفرض وجودها وتحجرض الشعراء والمبدعين في كافة مجالات الإبداع على العطاء ولقد فعلت ذلك معي إذ كانت مصدراً لخطوط العديد من قصائدي الشعرية مثلاً أقول في بعض قصائدي:
أرنبٌ في البراري يرَقِّصُ شاربَه
سِدرةٌٌ جدلتْ شعرَها نسمةٌٌ ضمَّختْ ثغرَها
جميزةٌٌ ثقبتْها الرِّياح
ومنزلقٌ للجرانيتِ أبيضُ أسودُ  خدَّده الضوءُ
قافلةٌ من تلالِ النِّمال
وقمريةٌ شهقتْ روحَها في وضوءِ الجمال
........................................
........................................
دجاج الخلاء تفزع بالبالدقو وأكره في الأرض
فتّش عن سلم للسماء
يقول كجور القبيلة
ليس جديراً بحق الرجولة أن تستباح
طهارة هذا الفضاء
*** 
بينما أقول في أخرى وعنوانها: هنا ننتظر وهناك المطر:
حدثتني طيور الخريف صباح الرذاذ
بأن الحراز حفي بها
وأن الهواء اللطيف يهازرها
والشياه الوديعة مشطها مطر العينة ابتهجت بالبهاء
وأن الحفيرات أترعها الماء بردها بالرياح
  إلى أن أقول:
 تأكد ستلقى قبالك  جسر
وراءك نهر
هناك الكدالو جبال القبانيت
خور الدَّهب
وجدع اللهب
هنا الأرض تعشق للمطر المنسكب تهيئ عطر الصباغ
وتعلن بالإندراب وصمغ الهشاب
وبالقَفَل الزين
بالترتر المحتفي بالسحاب
بأن انسلاخ النهار من الليل يشهد ميلاد أطفالها
هنا العيش مشنا وفيلوم ودعكر السمح قرب دروب
توسطها الشقل وامتلأت بالغباش
توعدها البرق يجلدها بالرشاش
ستأتي الدهاريب
ينفتح السفح بالقصابي
....................... إلى آخر النص
ألآت موسيقية أخرى:  
1-   اندنقــا
 وهي نقارة وطبل من طبول القمز وهي عبارة عن جذع شجرة مفرغ مجلد بجلد ثور من الجانبين وتضرب بالعصي والأيدي.
  الغوميا  
   مزامير متفاوتة الأطوال تصنع من القنا
البلو نقرو
  مزامير تصاحب الرقص والغناء
أظيظي أدو دونغوشا
خصائص وسمات السكان
عندما تعبر كوبري خزان الروصيرص تقابلك لافتة كتب عليها:
(أظيـــــــظي أدو دونغوشـــــــــا)
وتعني أهلاً حباب الضيف. فهم أهل سماحة وطيب معشر وحفاوة بالضيف.
نسيج متجانس ومتصالح من السُّكان تجمعهم حرفتا الزراعة والرعي وبعض التجارة والصيد. وملامحهم تراوح بين الملامح الزنجية والعربية، وينعكس هذا على ملبوساتهم ومأكولاتهم وعاداتهم. ومن الصفات والمميزات التي عرف بها أهل النيل الأزرق نجد أنهم يمتازون ب:
 - السماحة والفطرة
 - وطيب المعشر
 - الأمانة
 - الارتباط العميق بالموروث
 - القناعة
 - الصبر وتحمل المشقة والصعاب.
الصِّدق الفني في الخطاب الثقافي
  هم صادقون تماماً في خطابهم الثقافي الذين يعبرون من خلاله عن همومهم وطموحاتهم. وذلك في مجالات:
الشعر
الغناء
الرقص
القصص
التراث مادّي
ومن القبائل التي نجدها في النيل الأزرق:
          البرتا
من سكان النيل الأزرق الأصليين ، يتحدث اغلب سكان النيل الأزرق بلغتهم وهي قبيلة كبيرة مسيطرة ثقافيا وتتوزع بين السودان وإثيوبيا ويوجد عدد من أبنائهم شاركوا في حكومات الإقليم السادس الإثيوبي
      الفونــــج:  
     يقول أحمد كاتب الشونة في المخطوطة(إن الفونج ملكت بلاد النوبة وتغلبت فيها في أول القرن العاشر بعد التسعمائة ).يحدثنا كاتب الشونة إن أول محل للفونج كان يسمي (بلولو) وانتقلوا منه إلي جبل موية في ريف سنار وهو معروف
 هناك عدة روايات عن أصل الفونج
أ/ عرب بني أمية الذين هربوا من بطش العباسيين بعد سقوط الدَّولة الأموية وهربوا إلى الحبشة ومنها إلى السُّودان الأوسط
 ب/ يقول الرَّحَّالة الإنجليزي جيمس بروس عن أصل الفونج بأنهم شلك
 الأستاذة هويدا العتباني تنفي عنهم النسب الأموي استنادا على ملامحهم وهذا ما جعل البعض يدعي إنهم خليط من الدم الحبشي والدم الزنجي من جنوب السودان، وهذا الرأي يتفق مع إحدى الروايات في اسم عمارة دنقس هو أصلا «عمارة دينق نقس ودينق“ معروف إنه اسم من جنوب السودان، أما نقس في لغة الأمهرا تعني نجاشي)
      الهمــــج

 يقول أحمد كاتب الشونة في المخطوطة(إن الفونج ملكت بلاد النوبة وتغلبت فيها في أول القرن العاشر بعد التسعمائة ).يحدثنا كاتب الشونة إن أول محل للفونج كان يسمي (بلولو) وانتقلوا منه إلي جبل موية في ريف سنار وهو معروف
 هناك عدة روايات عن أصل الفونج
أ/ عرب بني أمية الذين هربوا من بطش العباسيين بعد سقوط الدَّولة الأموية وهربوا إلى الحبشة ومنها إلى السُّودان الأوسط
 ب/ يقول الرَّحَّالة الإنجليزي جيمس بروس عن أصل الفونج بأنهم شلك
من كبري القبائل بولاية النيل الأزرق التي استقرت في الروصيرص وضواحيها ، والتي حكمت جنوب النيل الأزرق قبل دولة الفونج وشكل الهمج الوزراء الأقوياء والمحاربين الأشداء في مملكة الفونج هم و العبدلاب منهم الوزير أبو الكيلك وقائدهم ابوشوتال عمدة الروصيرص ،للهمج عمودتين (عمودية الهمج شرق تحت إدارة العمدة عبيد محمد سليمان أبو شوتال و عمودية الهمج غرب تحت إدارة العمدة الأمين الكردي، للهمج مجلس شوري يتكون من العمد وعقلاء القبيلة المستنرين ومن المشايخ ويبلغ عدد عضوية المجلس 200 من فروع الهمج (همج القرى وهمج الداخلة بادي ،همج أبو رماد الغربي ،،همج فاونسا في داخل الأراضي الإثيوبية ،همج قيسان ،همج أمزقر في القضارف،همج بني شكو بين الكرمك والكيلي وهمج ترناسي في جبل الكيلي
        الأستاذة هويدا العتباني تنفي عنهم النسب الأموي استنادا على ملامحهم وهذا ما جعل البعض يدعي إنهم خليط من الدم الحبشي والدم الزنجي من جنوب السودان، وهذا الرأي يتفق مع إحدى الروايات في اسم عمارة دنقس هو أصلا «عمارة دينق نقس ودينق“ معروف إنه اسم من جنوب السودان، أما نقس في لغة الأمهرا تعني نجاشي)

           قباويين
    من القبائل المشتركة بين السُّودان وإثيوبيا شأنهم شأن قبائل النيل الأزرق

           الإنقسنا
غرب الدمازين  وحاضرتهم باو و سط جبال الانقسنا. وبها مناجم تعدين الحديد في جام من قراهم ، سودا قبانيت فادميه بقيس جام فالقوق.أهل زراعة ورعي وصيد.
كانت من قبائل المناطق المقفولة ، اشتهروا برقصة الجالك، من مشاهيرهم العميد ابوالعلا جمعة وملك عقار الذي عمل وزيرا للاستثمار ووالي النيل الأزرق  الحالي.
             القمز
    من قبائل مملكة الفونج المشتركة بين السودان وإثيوبيا تسكن المناطق الحدودية ونجدهم داخل السودان ( يا بجر - يا رادا - بمبدى -ألمان -كرمه), ونفس هذه الأسماء في إثيوبيا( يابجر -بامزا - بمبدى ).
عرفوا بالوثنية. من عمدهم العمدة السميد عمدة مقنو. يمارسون رعي والأبقار الماعز وطق الصمغ ،الزراعة والصيد. 
          القنزا
      في يابوس جنوب الكرمك  ولهم علاقات امتــزاج وتصاهر مع الكوما، علي أساس إنها شبة مجموعة واحدة يدين جزء قليل منهم بالإســـــلام وان كانت هناك جهود قليلة لتبشيرهم بالمسيحية إلا إن الغالب الأعم وثنيون
       كنانة ورفاعة
  قبيلتان عربيتان ترعيان الماشية الأبقار والإبل وترتبطان بالمنطقة ارتباطاً كبيراً. وتربطهما صلات طيبة وعميقة مع معظم القبائل الأخرى وهم أصحاب ثروات كبيرة جداً من الماشية
         الهَمَج
     نجدهم بالروصيرص وضواحيها، وزراء مملكة الفونج وشاركهم العبدلاب في ذلك،
الوزير أبو الكيلك والعمدة أبوشوتال عمدة الروصيرص ، لهم عموديتان: عمودية الهمج شرق إدارة العمدة عبيد محمد سليمان أبو شوتال ،عمودية الهمج غرب تحت إدارة العمدة الأمين الكردي.
   فروعهم في: القّرِّى والدَّاخلة بادي، وأبو رماد الغربي، وفاونسا في إثيوبيا،وقيسان،
وأمزقر في القضارف، وبني شكو وتورناسي.
    نجد الهمج في قري النيل الأزرق الممتدة علي الشريط النيِّلي من الروصيرص حتى بمبدي الإثيوبية وفي قلي ودندرو وبني شكو وترناسى والكيلي وقيسان وبكوري وأبوقمي وفانزقر والقرى ومقنو وداخل إثيوبيا في فاونسا وفي ولاية القضارف ومجموعات صغيرة في اريتريا والصومال.  
  أصحاب نحاس يحتفلون به ويمارسون جدع النار في نهاية الموسم (جبل قري) لهم رقصة مشهورة هي الدُّبك للفرح والمآتم والميلاد وهم أصحاب أسبار وكجور لصيد التماسيح والطيور.
 من عادات الهمج المعروفة (البوم) .ومن عاداتهم أيضاً إقامة الظار (الدمبلا) (الطمبرة(  لشفاء المرضى.
من أشهر فرسان الهمج الفارس إدريس أبو الإمام والذي أطلق علية اسم (جنزير تقيل) ومن أشهر الكجور عند الهمج الكجوري (قطع الشك). 
    الفلاتة والفولاني والهوسا والأمبرورو
  مجموعة سكانية تلتقي في جذورها الإثنية، وهم أهل كدح وعمل دءوب وصبر وسماحة وقدرة على الكفاح في سبيل كسب العيش، مع ملاحظة عدم تركيزهم وعنايتهم بمسألة تعليم الأبناء. نجدهم في معظم مناطق النيل الأزرق مع وجود كثيف على الشريط النيلي. وهم أهل ثقافة ترتكز على الإسلام في جوهرها.
 ومنهم الأمبرورو الفوالاني السايرين بأبقارهم في مراعي النيل الأزرق ونجدهم في دارفور وكردفان وغيرها من المناطق الرعوية بالسودان. يربون الأبقار ولا يبيعون مواشيهم يربون الأبقار الحمراء ذات القرون المتوسطة، يمارسون السحر، يمتازون بالزينة الخاصة بالرجل والمرأة، عرف بعضهم الاستقرار.
   يرحل أمبرروا جنوب دار فور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، من فروعهم الجافون والموري والدُّوقا
   البـرون
  (البرون الشيمي و البرون الزريبة ) يتمركزون في مناطق الكرمك وميك وجبل جُرط، امتهنوا الزِّارعة. من أهم قيادات البرون الآن القس دكتور سمعان.
    الجُمْجُم
نجدهم في منطقة ودكة وخور السَّمعة وخور مَرْمَطون، يمارسون الزراعة والصيد والرعي.
  الجَبَلاويين
من القبائل الأصلية بالمنطقة استقرت بجنوب غرب النيل من أشهر مناطقهم جبال فازوغلي وبكوري وجبل مياس

      السُّرْكُـم
  من قبائل مناطق التداخل بالحدود الإثيوبية، وهي تشترك مع الجُمجم في المناطق السكنية ويحترفون الزراعة والرعي والصيد.
      الـدُّوالا
     قبيلة تسكن الحدود المتاخمة لإثيوبيا وقيل إن اشتقاق اسمهم من (دول) وهو الجبل وهناك رأي يذهب إلى كونهم امتداد لقبائل بني شنقول الإثيوبية وتربطهم صلات بالوطاويط.
     الوطاويط
     مزيج بين السكان ونتاج لاختلاط بين القبائل العربية والفونج والهمج.
  القمـــز:
   من القبائل المشتركة بين السودان وإثيوبيا تسكن المناطق الحدودية ونجدهم داخل السودان ( يا بجر - يا رادا - بمبدى -ألمان -كرمه), ونفس هذه الأسمــاء في إثيوبيا
( يابجر -بامزا - بمبدى ).
عرفوا بالوثنية. من عمدهم العمدة السميد عمدة مقنو. يمارسون رعي والأبقار الماعز وطق الصمغ ،الزراعة والصيد.
  الكدالـــو
    قبيلة حدودية مع حدود السودان والحبشة تستوطن جنوب شرق الروصيرص، يمتدون داخل الأراضي الإثيوبية من قراهم: مينزا وجبل النمر وجبل أبوقضاف وأمري ومكلا ويبلغ تعدادهم حوالي 12 ألف نسمه منهم جزء كبير في الأراضي الإثيوبية.
يمارسون الزراعة والتجارة  وهو مسلمون ارتبطوا بمملكة فازوغلي قديماً، عمدتهم عبد العزيز الأمين، من فروعهم (كدالو الدمر و الكدالو المنجلنقاويين، لهم اعتقاد واسع في الفكي (أبو عشة التور) ويخافون من القسم به وهو مدفون في جهات فامكة.
  الراقريــق
نجدهم في المنطقة الواقعة بين فازوغلي والكيلي، ولهم صلات عرقية بالدينكا وذلك للتشابه في الخصائص اللغوية.
  المابـــان
- جنوب الكرمك - قبيلة حدودية مع أعالي النيل، حرفتهم الرعي والزراعة ( مغورات ) ( قفا) (أبالا)
- ينتسبون إلى النوبة - يتمركزون حول عاصمتهم البونج
بعضهم مسيحيون والبعض الآخر وثنيون - عرفوا بالوفاء لأصدقائهم - يكسرون الأسنان السفلى عند البلوغ
-       يسكن معهم العرب والحلب والهوسا والفلاتا ويلا 
  بالدقـــو
   قبيلة صغيرة قرب جبل بالدقو، وغرب دندرو وبالدقو البركة ومَقَجة، اشتهروا بصناعة الأسلحة النارية، بنادق الخرطوش، وسميت عليهم (دق ود اب جفرة ) و(بالدقو)

أ. مُحَمَّد الفَاتح يوسُف أبوعاقلة


التوصيات  
1. توجيه المزيد من الدِّراسات والبحوث لمنطقة النيل الأزرق
2. العناية بالموروث الثقافي والاجتماعي لمنطقة النيل الأزرق
3. الاهتمام بالتعليم في كافة المستويات بالمنطقة خاصة تعليم الرحّل.
4. إبراز جوانب التعايش والانصهار بين القبائل المختلفة (إعلامياً).
5. تشجيع قيام منظمات للمجتمع المدني بمنطقة النيل الأزرق.
6. المحافظة على المعطيات البيئية وتوجيه المجتمع لذلك ووضع القوانين المعينة على ذلك
7. الربط بين القبائل في مناطق التداخل بالأعراف والأجاويد والحواكير
8. الثقة في قيادات الإدارة الأهلية ودعمهم بالمعينات والسلطات وتدريبهم وتأهيلهم.
المصادر والمراجع
                             بشير أحمد محي الدين
3-هو يدا صلاح الدين العتباني،صراع الهويات في السودان، جريدة الرأي العام
4- لقاء إذاعي مع الشايب سوميت وحسن نمر خلف الله
5- لقاء مع الأستاذ صديق النور
6- حوار مع فرقة أبوشوتال
7- البرنامج الموجه لجنوب النيل الأزرق باللهجات (من إعدادي وتقديمي)
8-Tales from The Fung Province by L.F.Nalder.Sudan Notes and Records .vol 14 page 68
9- A Preliminary Account of The Inagassana Tribe in Fung Province, By E.E.Evans Pritchard.Sudanes notes and records
10- مشاهداتي حيث أنني قد عشت هناك قرابة الست سنوات

هناك تعليق واحد:

  1. الاستاذ ابوعاقلة لك التحية والاحترام على هذه المعلومات القيمة

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.