طيِّبٌ
تتسعُ الرُّؤيا إِذَا غَنَّى وتَهتَّزُ المشَاعِرُ
لمحمد مُحي الدِّين عبدالقادر
(رَحمه
الله رحمة واسعة)
***
د.محمَّد
الفاتح يوسف أبوعاقلة
26 مايو 2016م
قصر الثقافة بودمدني
نحنُ نحياكَ
كثيراً
في تفاصيل
المدينة
والإشارت التي
توقظ فيها
جذوة الود
سكينة
والبشارات
الأماني
واللقاءات
الحنينة
أَنت والبَرق
تَرانيم
مَرائينا الدَّفينة
ومَدَى الأَفْراح
في دنيا ضنينة
هل نُعزِّي
للعَصَافيرِ
الحزينة
أَم نُروِّي
ظَمأَ النِّيمة
والزِّوينا
بدمعات سخينة
في البيوتات
القَدِيمة
أنت فينا
كلهم قالوا:
عهدناه قَريباً
وحبيباً وأَديباً
وصديقاً للدَّراويش
وللمَنسي في
الأزمة
محزوناً وصابر
عَشقت صوتَك
آلافُ المنابر
بلبلٌ تتسع
الرؤيا إذا غَنّى
وتخضّر المشَّاعر
يفزع الأسمنت يرتجُ
على الجو هزيمٌ
للشواهينَ الكواسر
ريشةٌ تعزف في
الريح
أغاني الغجر
الآتين
من كلِّ المهاجر
أنتَ لا تخشى
فُجاءاتِ الخَناجر
تقبسُ النيرانَ
للأهلِ حفياً
ومُبادر
يرقص الأطفال
إذ تُنشدُ
سوناتا بشائر
والعَماراتُ
جسارة
والحديدُ الصُّلب
يعلونا حقاره
والأَباليسُ
يلوصون
يلوبونَ بَصارة
كيف جاءوا
كيف ما كان ..
خَسارة
أنتَ لم يعرفكُ
البنكُ
ولا تَعتبرُ
الغِشَّ شَطاره
سمتُك المألوفُ
للكلِّ
بسيطٌ وعميق
أنتَ من شاد
إلى المجد طريق
بالتي أحسن من
فنٍ
وعشقٍ وبريقْ
أبدَ الذكرى
وكلَّ الزَّمن
الباقي
بكلِّ الخلجاتِ
سوف تبقى
يا بنَ محي
الدين
فينا مجتلى
الإشراق
رمزاً للنقاء
الحي
في أبهى بريق
عشت للطيبةِ
للبوحِ
وحرْقِ
الأقنعة
علماً في
سارية الوجدان
يكسوه الوقار
يتجلى
ويُحييِّه الصِّغارُ
ما شدا صبحاً
كنار
إنَّ عبدَالحي
يلقاك
على أَعلى
مدار
حيثُ لا شَيءَ
سوى
مُحْتَلبِ
الضوءِ
عَصيراً للنَّهار
والنُّجيماتِ
الصغار
حَجَلت حولَك
والغيمُ ستار
يلبسُ اللحظةَ
يكسوها إِزار
دردق الآنَ
أراها ترتجيك
في غروب الشَّمسِ
تهديها السَّلام
وتدانيها إلى
شِعْركَ
تُعْطِيها التَّمَام
أنتَ توصيها
تكون
مثلما شاءَت
تكون
وهي دوما
ستكون
لضنى النَّفس
سكون
إنَّ ضوءَ الشِّعرِ
لا يخشى الظَّلام
وغصونَ البانِ
لا تأبى الحَمام
شاعرُ قد ملأ
الدنيا
رحيقاً ثم نام
***
***
(
أي إنسان في أم سويقو
كنت
زيو وود فريقو
إنت
ما أصلك صديقو)
***
صب في كل
المدارس
مطر الليل
وأطيافِ النوارس
شلت ضوالبيت
من قلبِ
الوساوس
والصَّبايا
جئن يهزجن
على دَرْبِ
الفَوارس
حرْفُك
المجدولُ
يحلو إذ يشاكس
صار ظلاً
للمساكين
يغطيهم يؤانس
عَرَض الدُّنيا
هباب
لم تكنْ يوماً
غياب
عن مشاوير
الصحاب
أنتَ أهديت
اليباب
أغنيات ورَباب
وسِيناريو وكِتاب
وهنا كانَ الشَّباب
لا تهم
الأمكنة
كُلُّها لا تُسْتَطاب
ليس في هذا ارْتياب
مَهْمَهَات وسَراب
لم تكن للزَّهو
صنواً أو رحاب
كنتَ كالنَّسمةِ
تسري كالسَّحاب
قد عرفناك
عرفنا كيف
تبدو الكلمات
في رماد الذات
والحال الشتات
كيف يجلو
مصهر التَّوق
صميم العزمات
كيف نحياهُ
الممات
لم يفتْ بعد
الفوات
إنَّ في ذكراك
سلوى ونجاة
من عذابات
ديار
خاويات
حردت صوت
الكنار
***
***
روح جماع
تحييك
وتهجة والدنادر
ثم ودتكتوك
إسماعيل
طه ألف ثائر
إن جماع كما
النجمة
قمحاً وبيادر
كنت تأتيه
حفياً
بالمصابيح
البواهر
كان في المحفل
بالحب يجاهر
يسحر الآتين
بالأوجاع
من قلب
المساخر
***
شمسك التحيي
الخلايا
بالإشارات
الأديبة
والإفادات
النجيبة
شارع القبة لا
زالت
خطاويك عليه
إلفة تسعى
وطيبه
ضَجَّت الأَصواتُ
فيه
بالنداءات
الحبيبة
باعَة الليمون
والعَجْوة
والحَلوى الغَريبة
تبْسمُ الأَشْياءُ
تَلقاكَ
يَفُورُ النَّبضُ
لكنَّ الحَنايَا
تَرْتضى
السَّلوى قَليلاً
ربما ليتَ عَسَاها
تَدخُل الليلةَ
أَجْواء الحديقة
لتُلاقِي
فاطمة
طفلةَ الوجدِ
صَباحاتٍ رَفيقة
نسجتْ طاقيةً
حمراءَ
شالاتٍ رقيقة
يا بنَ محي
الدين
قَدْ أيقظتنا
عزَّ الحريقه
ودخانٌ يخنقُ
الشَّهقةَ
والوردةَ
يقتالُ الحقيقة
عاريَ الصَّدرِ
تقدمتَ
بخطواتٍ وثيقة
ثم كاشَفتَ
للوركا
بالأساطير
البعيدة
في أفانين
القصيدة
وهي تزهو
برداء
فيه ألوان
جديدة
كان درويش شهوداً
في مجاليك
الفريدة
***
(دُقوا العيش
القمره وحيده
عيال الحي
ما حرقوا
مديده
كانت حجوة
وقصة أكيدة)
مر سلمان
الطوالي
بالزَّغاريد
المديدة
***
جَاءَ جُودو خِلسةً
ثم تولَّى
لم يكنْ يرغبُ
في شيءٍ لدينا
سوفَ يأتينا
إذا كنا ارعوينا
وتخذنا قدرك
المرفوع
كالدين علينا
عندها نحياك نملأ
من
عطاياك يدينا
***
كل شيء أول يتلوه
آخر
غير أنَّ الشاعر
الشاعر يبقى
طيباً تتسع الرؤيا
إذا غنى
وتخضر المشاعر
***