الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

لقاء مع شعراء كوستي With Kosti poets

في زيارة توثيقية إلى مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض في الفترة من 24إلى 28 مارس 2010م   تواصلت إدارة البحوث والتخطيط والتنمية مع شعراء متميزين في مدينة كوستي وهم الشاعر الباحث الأديب الطيب العبادي والشاعر  حسن عمر المنصوري والشاعر الشعبي الأصيل خلف الله علي بلل.
  ولقد قدم الشعراء الثلاثة نماذج من اشعارهم التي قام قسم التنوير والتثقيف بتسجيلها بكاميرا تلفزيونية وتناول الشعراء في قصائدهم بعض القضايا الثقافية والاجتماعية المهمة كتاريخ مدينة كوستي والحركة الوطنية في السودان وقيمة الوطن في الأدب السوداني والتعايش السمح بين أهل السودان.
   وتناول الشاعر خلف الله علي بلل  ظاهرة منافسة العديد من الأزياء الجديدة الوافدة للثوب السواني الأصيل.


الشاعر الطيب محمد الحسن العبادي باحث وأديب مهموم بالتوثيق والكتابة عن النشاط الثقافي لمدينة كوستي وله كتاب عن تاريخ مدينة كوستي ودورها الحيوي في نهضة وتطور المجتمع السوداني تحت عنوان " هذه كوستي الوطن الجامع"

 قدم الشاعر الشعبي خلف الله علي بلل قصائد لها صدى واسع عند جمهور ولاية النيل الأبيض، كقصيدته التي يخاطب فيها الجبل وقصيدة الثوب السوداني: 

أما الشاعر حسن عمر المنصوري فلقد جاءت قصائده مترعة بالموسيقى والحس الوطني وعشق البلد، وهو من أبناء الشمال الذين استوطنوا كوستي منذ زمن قديم وتعلقوا بها وتغنوا بأمجادها:


الاثنين، 1 نوفمبر 2010

عبدالله الدكيم شاعر الغلاتيين بالدندر Poet Abdullah Aldkim

الشاعر عبدالله الدِّكيم 
         صاحب صوت شعري يحتفى بالأصالة ويردِّد في مآثر الأهل والعشيرة، ويلوِّن بكلمات الدُّوباي والمسادير وجملة أغانيه التي يؤديها بصوته القوي المعبر بصدق  خلجات نفس الإنسان السُّوداني، المنتمي إلى جذوره المتينة. 
      التقى قسم التَّنوير والتَّثقيف بجامعة السُّودان المفتوحة، الشَّاعر عبدالله الدِّكيم وهو على ظهر بعيره ببوادي الدِّندر الغنية بثروات أهله رفاعه . نقتطع لكم من هذا اللقاء مقطعاً عن المسدار:



التوثيق للشاعر النمير مضوي دفع الله الهليف وراوي الدوبيت أحمد الأمين القدال Annumeir Alhaleef and Ahmed Algaddal

النمير مضوي دفع الله الهليف، الرفاعي العركي 
النمير مضوي دفع الله الهليف من مواليد قرية الفردوس، بمحلية شرق الجزيرة بولاية الجزيرة عام 1972م، متزوج وله خمسة من الأبناء دفع الله، وعبد المحسن، ومضوي،، ووداعة، وفيصل ، وله أربعة من البنات. والشاعر النمير من أسرة عريقة عرفت الشعر وتمرست فيه، فأجداده الشعراء المشاهير هم: دفع الله محمَّد مضوي (الهليف)، والنمير محمد مضوي، وحماد محمد مضوي، ويوسف محمد مضوي، ووالدتهم شاعرة مشهورة. 
   تمتد جذور الأسرة إلى الدندر بولاية سنار. 
أحمد الأمين القدّال وأبوعاقلة والنمير مضوي دفع الله الهليف
التوثيق للشاعر الرفاعي العركي النمير مضوي دفع الله الهليف، وراوي الدوبيت أحمد الأمين القدال،
         قام قسم التنوير والتثقيف، بالتوثيق لشاعر رفاعة النمير مضوي دفع الله الهليف، من الفردوس محلية شرق الجزيرة، ولصييت الدوبيت المشهور، والذي يعد من أميز أصوات الدوبيت في السودان، أحمد الأمين القدال من قوز الأحامدة، بمحلية شرق الجزيرة.
         قدم الشاعر العركي النمير مضوي دفع الله الهليف، نماذج من شعره الشعبي المتميز في الإبل، وفي المدح والغزل.
        كما قدّم أحمد الأمين القدال، العديد من مقاطع الدوباي، برواياتها المختلفة
أبوعاقلة والقدال
 وتناول اللقاء العناصر والخصائص، التي يتميز بها الشّعر الشّعبي السّوداني، وبخاصة في نسق الدوباي والمسادير. فالدّوباي من دوبت ودبتي وندوبت السعون بمعنى نملؤها. ودبتي الخيول، أي حركة أقدامها على الأرض الصلبة، وهو يقوم على  أربعة مربعات، وهو على أضرب كثيرة، فمنه ما يكون على البحر القصير. ومنه ما يأتي على البحر الطويل العريض. وربما جاء على ثلاثة مربعات، وهذا مذموم ويسمى الدوبيت الأعرج.
 النمير وأبوعاقلة
ويطلق الشاعر النمير مضوي الهليف على احدى قصائده  اسم  (جقلة)، وهي تعني الناقة، كما هو متعارف عليه عند أهل البوادي. وللناقة قيمة عالية، عند أهل السعية في السودان، لأنها قوام مرحات الإبل، التي يضعونها في ذروة سنام مرتبة الثروات الحيوانية في السودان.   

          يقول الشاعر النِّمير مضوي دفع الله الهليف، وهو في دروب الهجرة بعيداً عن الديار.
انبهلت قِربتـي الكنت ليـها موكـّـي
وأَصبح حالي حال الدون مراحو معكّي
فقد قافيـة غناي الكنت بيها بحـكّي
بالمالح مطوف كيــف طريقة فكـّي
***  
        وعن الإعلام وتقصيره في حق شعراء الشِّعر الشَّعبي، يقول النمير مضوي الهليف:
الإعـلام مـلام لأنو ما أنصفنــا
وصل غيرنا من دون على البعد وقفنا
لكن برضو يذاع يا أم سماحة شـرفنا
هيلنا القافية ميـراث ليــها ما اتكلفنا
       وفيها نجده يشير إلى:  
لسان شاعر فصيح وارث فصاحة أبواتو
معروف للجميع شعراً حميدة صفاتــو
ما صنع القوافـي عشان يزيد غنواتـو
قصدو يفـرّح المهمـوم يزيل آهاتـو
*** 
شاعر وابن شاعر واصلي ماني غشاش
صاحب واجبة مانـي الأفزر البنحاش
ما بصنع قوافي عشــان أنيل الكاش
أصلو شعــرنا مما قمنا كلـو بلاش
***
بي هـم القبيـلة وكفـها البشـاش
في شانهـا ما بستحمـل أي نقاش
رفيقي بعزو ماني اللرجـال همـّاش
ولاني المفتن اللا النار بزيـده غباش
***  
الخلا العيـون دايماً نحيــب كابات
انتهت القوافي البدري شاعره مات
فقدت وزنهــا واتلاشـت الكلمات
انفقدن خيولاً فوق نحاس عارضات
*** 
زمن الصحــة ولى وسادت الآهات
نفوس الناس بقت مجملها في دركات
انتهت المروة وقلت البركــــات
بنات أم شور بقن فوق الربيب حابكات
***
الخلى الهليف من أُنسهـن مبعــود
تدمير المواهب آفة غيـر مقصـود
كتير من لمعـو الإعلام بلا مجهـود
أضحى أمير وحملنلو الجدايا ورود
***
حاجة عجيـبة الجـاو بايع البركاوي
باذل جهدو والعاطل صبـح متسـاوي
مضمون الشعر بيناتنا أصبح حــاوي
عن ناس المعـد الحلقة سمحة حكاوي
***
في الشين والكعب يا خلي ما لي حاجة
قصدي أوري نفس الآخرين معواجـة
لى شعر القوافي البنسجوهـا نساجة
لا توجـد فرص تسجيـل مع المجاجة
***
الدّهب الأصيل أب لمعتـن وجّاجـة
 أصبح سلعة بايرة ولى البيلحق ناجى
مضمون الشعر عند المعد مـو حاجة
الهم وش جديـد استغربـو الفرّاجـة
***    
نفوس الناس بعض عيانه قاصده علاجه
قفلـو السكـة أبو يدوهـا نفسي فجاجه
ما يدروهـا ليها الشهـرة مي محتاجة
من جـدي الهليـف ؤكباره لبست تاجه
***  
وأحمد ربي في ما نل نهاري وليـلي
غنايا القايلـو مو مسروق وحقاً هيلي
لساني نضيـف ؤبى در الكلام ساخيلي
بشيل الشيلة وين ما كنت وبطرب جيلي 
***
وأحمد ربي في دنياي حقق غايـة
ما سويت لساني عشان رقبتي حماية
ما اتبنيت غُنا الميتين ؤقت ده غنايا
كل ما قلت من صنعي وتراثي برايا
***
بعضاً منهم أصبح جماد لا إحساس
والأسف الشديد سوّهو قايدة وراس
مهما تبقى شاعـر نابغـة وحداث
شعرك عندهن تحت النّعـال بنداس
***   
يقول النمير مضوي دفع الله الهليف عن أهله:  
توبي اللابسو مما قمت بيهو قديل
مطلّـق غيرو ما بنفع معايا بديل
وارثين الشهامة المدهن مـو قليل
أهلى البى قفاي باقيلي شـدة حيل
*** 
أهلي الشخصهن للغير تملي رشيـد
أهلي الوزنهن عند المصيبة بزيـد
أهلي العندهن موت المحاصات عيد
وأهلي اليـوم ملاقاتن قيامـة أكيد
***    
أهلـي العشيـرتّن مطمنـة نامـت
أهلي النفسهن فوق الربيب ما حامت
أهلـي الكلهن مثل الأسـود الزامت
أهلي اليـوم ملاقاتن قيامتن قامـت
***
أهلي العزة ليّ يا النور قدرهم  سامي
وجودتن هن ولا حمر النعـم قدامـي
نَفَسي وروحي بيناتن سعيـده أيامـي
إياهن طبيـبي الليهـو بشكي آلامـي
*** 
رفاعة جنا الحسين وفرعنا عركيين
جودة وفرسـة ما ولدت معانا تنيـن
أهلي اللى الضيوف ضابحين سديس وهجين
وأهلي الملحقم جردل لحم مو صحيـن
*** 
مما قمت ما اتباخـل على موجودي
وارث شيـمة من البحفظولي عروضي
سوقي الفيهو وين ما دخل بقضي غروضي
أخوالي المعاشرة والكواهلــة جدودي
***   
يتواصل توثيقنا للشاعر النمير مضوي دفع الله الهليف إن شاء الله!

البروفيسور أحمد الطيب محمد في مضارب القريات Professor Ahmed Al-Tayeb Mohammed

البروفيسور أحمد الطيب محمد مدير جامعة السودان المفتوحة
    قام البروفيسور أحمد الطيب محمد مدير جامعة السودان المفتوحة بزيارة إلى مضارب القريات، وتحدّث فيها داعياً  للاهتمام بالتّراث الشّعبي السّوداني، ولقد صحبه في هذه الزّيارة البروفيسور عبدالقادر محمود عبدالله، مدير إدارة البحوث والتخطيط والتنمية، والدكتورة سامية بشير دفع الله، والأستاذ محمد الفاتح يوسف أبوعاقلة، والأستاذ هشام الفكي والأستاذ مصطفى عبد الوهاب ،وذلك مساء الخميس الموافق 2007/11/15 م 


 وبعد هذه الدعوة الطيبة للاهتمام بالتراث الشعبي، تحركت إدارة البحوث والتخطيط والتنمية بكل أقسامها لتنزيل هذه الفكرة على أرضية الفعل والواقع. وفعلا بدأ المشروع الحيوي الكبير، والذي تزايدت مخرجاته الأولية ،وانعكست على الكثير من المجالات الثقافية والأكاديمية بجامعة السودان المفتوحة، التي تقدم الآن برنامج الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه، في التراث الشعبي للدارسين بها.



الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

Attempts

A collection of poems  


فرغ الأستاذ كيريّا أحمد محمد نصر بجامعة السودان المفتوحة من إعداد مجموعته الشعرية الإنجليزية Attempts  للنشر ودفع بها لإدارة البحوث والتخطيط والتنمية. 
وتضم المجموعة 24 قصيدة من قصائده التي نظمها باللغة الإنجليزية
ومن بعض عناوين قصائده:
Tears Flow and My Heart Speaks
Adieu Batch 12
Why do Fools Fall in love
Friendship
The Time of Departure
Duality in polygamy
The rhyme of the part of speech
Let‘s Unite
والقصيدة الأخيرة بالمجموعة تدعو إلى الوحدة والمحبة والتعايش السمح بين أهل السودان حيث يقول فيها: 
Let‘s all try to unite
Link our hands day and night 
Not a foe, and none to fight 
We enjoy life and lead it right


 

Selections from the heritage of the Beja

تقدمت الدكتورة نعمات مصطفى محمَّد بمخطوطة كتابها " مختارات من تراث البجا" لإدارة البحوث والتَّخطيط والتَّنمية. وهو عبارة عن ترجمة لبعض القصص والأمثال من تراث أهلها البجا.
يقع الكتاب في حدود الاثنين وخمسين صفحة من القطع الكبير . والكتاب عبارة عن نماذج من القصص البجاوية.
وعناوين قصصه

* ابن شيخ القبيلة
* محمد وإخوانه
* الأولاد والجد
* الرجل البخيل
* الفتاة وأبوها
* الجمَّال وابنته
* الفتنة
* الولد الكريم
* الملك والحمار
* الزعامة
* اللسان
* الصدق
* باكاش
* محمد باسبار - باسبار تعني الرجل الذي لا يفر من القتال-
* نابوسي - تعني الرجل المهاب-
* الوصايا
* قويلاي أور وعمر نفرأور
* همد آمســا - عند البجا شخصية مرادفة لأشعب الأكول في الثقافة العربية .
* الدنيا
* الشجاع العنيد
* عمر نفرور
وبه أيضاً:
* مساكن البجا وأدواتهم المنزلية
* بعض عادات البجا وتقاليدهم
* من أمثال البجا
    تشير إلى طعام البجا بقولها:

" طعام قبائل البجا الرئيس هو العصيدة من الذرة ويسمونها " أوتم". إلى جانب البليلة وهي عبارة عن ذرة يتم غليه في الماء بدون سحن ويأكلون العصيدة باللبن الحليب أو الويكة، أما البليلة فيأكلونها باللبن الحليب أو السمن. أحياناً يصنعون خبزاً من طحين الذرة يسمونه "هديب" لا يحبون الخضراوات الطازجة ولا اللحياء البحرية ولا الدواجن، يأكلون لحم الخراف والبقر في المناسبات، والمناسبة التي يأكلون فيها اللحم قد تكون مناسبة عرس أو ختان أو اكراماً لضيف عزيز.."
ومن الأمثال تورد:
* التعاضد هزم الأفيال
* الشجرة تقع على عروقها
*  لا تقول الثعبان نائم فتلمس رأسه
* الذي يطلب ما عند الناس لا يسلم دائماً
     يعتبر هذا الكتاب من الأعمال الثقافية المهمَّة التي توثِّق لحياة الناس في مجتمعنا السُّوداني المتنوِّع الاثنيات، والمتصالح مع الجميع، في سماحة وطيب معشر.











الاثنين، 25 أكتوبر 2010

دواديب 1 Dwadeeb





دواديب (1)


محمّد الفاتح يوسف أبوعاقلة
الدّاداب أو الدّيداب دَرب وطريق ضيّق، شقته الأرجل التي
افترعت الأرض وتذوقت طلاوتها وجدّتها في مواقيت النّشوق والشّوقارة، وأوان المسور وزراعة الأخالي البعيدة من "رِد حِيَامْة الحَايم"، وانْسربت بها السَّعية وخلفها رعاتها وأناقيبها النّجباء، وهي دواديب حين تجمعها لهجتنا العامية التي لها من صيغ الجموع ما يطرب، فالدّاداب على رواية أهل السّافل والشّرق، والدّيداب رواية أهل الوسط وكردفان ودارفور. وبتواصل النّاس وهجرة النّصوص والألفاظ، أصبحنا نرى الدّاداب في غرب السّودان ووسط البلاد، والديداب في السّافل والشّرق، ويتفقان في حالة جمعهما على دواديب، ومرجعيتهما الفصيحة من دَبّ، وتعني المشي البطئ. وهناك أيضـًا الدّاداي في غرب السّودان، وهو المَشي ببطء لعلة في الرّجلين. وتسلك هذه الدّواديب ما ارتفع من الأرض وما انخفض، ونجدها حول الفُرْقَان والحَلّال في البوادي والضّهاري، وكذلك الحواضر التي لازالت طينتها بشبقها الحي، تنجم القشوش ونباتات المراعي كالحنتوت والفَخّة والمَحَتْربة والسِّحَى والمِفَيريط واللَّبلب ...إلخ. ويسكنها عطر الكائنات الشّفيفة التي مرّت بها يومـًا ما، فالأشياء تبقي فضول وجودها ووجدها على
الأماكن والشّخوص، والإلفة لازمة الشّجن ، فمحمد زين اللحوي
يشير إلى هذا:
                                                رَحَلُوا وجَمَعُوا طَرفَهُم
                                                ؤشُوف للشِّيل ما أعْرَفْهُم
                                                  وقَفَنْ زُومَة عُطَفْهُم
                                                  والنّار تَاكلْ الوالفْهُم
ويمكننا أن نَسْتبْصر هذا الوجد في قصيدة البُحتري، والتي يمدح فيها يعقوب بن أحمد، والتي مطلعها:
                 عَلى الحَيِّ سِرْنَا عَنْهُمُ وأقَامُوا    سَلامٌ وهَلْ يُدْنِي البَعيدَ سلامٌ
وفيها:
                  وأعْلمُ مَا كلُّ الرِّجَالِ مشيّعٌ       ومُا كلُّ أسْيافِ الرِّجَالِ حُسَامُ
كما نجده في قوله:
                        أهْوى فأسْعَفَ بالتّحيةِ خِلسةً   
                                               والشّمسُ تلمعُ في جَناحِ الطَّائرِ
                        سِرْنَا وأنتِ مُقيمةٌ
ولرُبّما
                                               كانَ المُقيـــــمُ عِلاقـــةً للسَّائـرِ
والبيت الأول ذكره العالم الجليل الرّاحل، البروفيسير بابكر البدوي دشين- رحمه الله رحمة واسعة -، في دراسة له تحت عنوان " شاعرية البحتري" وقال عنه:" فهو هنا يسجّل انفعاله بانعكاس ضوء الشّمس في جناح الطّائر، وهذا كما ترى وقت الشّروق قبل أن تظهر الشّمس لعينيك فأنت ترى الشّمس وتظنها لم تشرق بعد، ولكنّك إذا نظرت وقد مرّ طائر محلّق في السّماء، فإنّك سترى التماع الشّمس في جناحه، وهذا من معاني البحتري المبتكرة التي تدل على دقّة ملاحظته.".إهـ.
الدّقة في الأشياء مجلًى لها وقيمة تضاف، ومحصول يُجتنى ويُحصد، وهي في "الدّواديب" سَمْتٌ ظاهر، و"الرّقِيِّق خيت الشَّلَّة"، ولقد سار بهذه الدّواديب قوم جِلَّة، وودالشّلهمة البطحاني يشير إلى قيامهم:
                              قَامُوا اللّيلَة مِنْ دَار الدَّمَر وانْقلُّوا
                              كَارْبَة ضَعِينَتُن مِنْجَمْعَة ما بِنْفَلُّوا
                              سَقَّدْ مَايْقِي رُوقْة الغَمْدَة مَا بِتْطُّلٌّو
                             وقَلْبِي مَعَ الجُرَاسَة البِنْدِلَنْ قَامْ كُلُّو
فقيامُ القلبِ كلِّه وخفقانه وتلجلجه، وهرولته وراء مشال الهوادج و"العُطَف" التي تعلّق بها، حتى أضحى عِلاقَة على حد قول البُحتري؛ آصرة شجن حَرَّاق موجع، تحملّته الدّواديب المخضرة الحواف، والتي يخيفها الجفاف فتتماهى مع الآل وسراب القيعان الرّقراق و"القَهَبُونَة" والخَلاء الواقُوقْ، فتحتجب وتتوارى ذعراً، فيخبط السائر عليها خبط عشواء، وودالشّلهمة يمسك بريشته الرّشيقة الحاذقة بتلابيب الحالة التي اكتنفت القلب وخالطت دوزنته فانفلت نسقه الإيقاعي، وصار قائمـًا بكلّياته غير قاعد. فليس هناك مجال لاسترداد وميض الصّحو والرّجعى للمرئيات التي تحايث الطريق والدّاداب أو الديداب انَّى سار!.
ورَشِيش طائر "السُّقد" بجناحيه مرتحلاً من مكان وضئ، إلى آخر أكثر وضاءة والليل مقمر، هو الوجع اللذيذ الممض، الذي ألفته كبد الشّاعر الغنّاي ذي الشّوق القديم الجديد، ألفته على شدته، والكبد مكمن الأشواق لدى شعراء تراثنا الشّعبي، وهذا راسب الأم الرءوم التي تكثر من الإشارة إلى جَناها بالكبد، وهذا راسب نازل من جبلة طينة الإنسانية، ويكون قاراً في جينة الشّعور الرّاسخ لدى الكائن الحيّ.
سارت جمال البوادي على الدّواديب، تنشد الرّاحة والأرض "الهو" المنسرحة المنبسطة، التي تُطلق اللفظ من عقاله فيرقل، ويخب، ويكربت، ويدج، ويصاتم، ويزوع، ويحاكي الّحلّة جات ويعوم، ويقرعب ويفز ويلعب الحملية والجدادية والصّقرية. وهذا كار قديم تعرفه الجمال، وتعرفه كل السّعية، وبت أب قطفة المربيد تحسن التّعامل معه ومداورة وملاعبة جونبه ومداراته الممتدة،
                              قادرة التِّيهَا وكْتـَا بِتْ لِبِنْ مِي قَارْحَة
                              قُبَّال ما انْعَدِل فُوقْهَا بْتقُومْ بَي مَارْحَة
                             عَلى سَخَلَة تَقَاقْ البِي البَطَاينْ سَارْحَة
                             بِتْ أبْ قَطْفَة إسْعَافَـًا خَتَفْلُوا مَجَارْحَة
أسعفتها الدّواديب البراح على هذا العطاء السّخيّ، والذي رصده مربوع الشّاعر الغنّاي، وألفاه بديعـًا فريداً في نسقه ونسيجه، وشواهده على السّرعة واضحة وقوية الدلالة، فقبل أن يعتدل في جلسته على ظهرها، طفرت وقامت به مارحة، ومقصد الشّاعر "شيوم" الأصالة والفطرة وسخلة البوادي التي رتعت في نعيم واديها وطمأنينة بواديها.
ولقد حاكت النّاقة في سرعتها، الإسعاف الذي أدرك الجرحى وانطلق بهم لا يقف في طريقه حاجز ولامانع، فله الصّدارة في المرور وعبور الطرق، وحواجزها فمهمته عاجلة لا تقبل التأخير والتّاجيل، وهذا فهم طيّب لوظيفة الإسعاف المنقذ للمصابين، هي رسالة للجميع لجعل طريقه ودادابه أو ديدابه، ممهداً له للوصول بجرحاه إلى مستشفى العلاج الطّارئ للحوادث، وقانا ووقاكم رب العباد! من حوادث الدروب والدّواديب الوعرة الشّاقة! آمين!. ونردد مع صديق ود العوض شاعر راما الخوالدة ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ .
                                  ياربّ العِبَاد عَطْفَك سَرِيع بنْدُورُو
                                 وماتْعابِينا بِى ذَنْب البِظلمُو ويجورو
                                 عِم الرّحْمة والسُّودان تَسَهِّل أمُورُو
                                 عِيشو آ عَايشْ الوَطْواط عَلَى صَنْقُورُو!
آميــــــــــن!                                                             

                                                                 
محمّد الفاتح يوسف أبوعاقلة
جامعة السّودان المفتوحة
2/4/2008م الخرطوم

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

Mohammad Aboaagla present a paper at the Symposium of African Unity on the incentives and the repercussions of secession at the University of Africa Internationalالأستاذ محمد الفاتح أبوعاقلة يقدم ورقة في الندوة الإفريقية حول محفزات الوحدة وتداعيات الانفصال بجامعة أفريقيا العالمية

قراءة في مآلات استفتاء ينار 2011م
19 – 20 أكتوبر 2010م
برنامج الندوة
الجلسة : : الأولى (الافتتاحية 10:00- 11:00)
الثلاثاء 19/10/2010م
القرآن الكريم : 10:00– 05 :10
كلمة لجنة إعداد الندوة 10:10 – 10:15
كلمة عميد مركز البحوث : 10:15 – 10:20
كلمة السيد نائب المدير للشؤون العلمية 10:20-10:25
كلية السيد مدير الجامعة 10:25- 10:30
كلمة السيد راعي الندوة 10:30-10:35
الفطور 10:35-11:00
الجلسة الثانية: مفاهيم عامة – الاستفتاء والمشورة الشعبية.
الزمن: الثلاثاء 19/10/2010م الساعة 11:00 – 12:15
رئيس الجلسة : بروفيسور أ.د. محمود حسن أحمد
الرقم العنوان مقدم الورقة
الورقة الأولى الاستفتاء ومأزومية السودان أ.د. حسن مكي محمد أحمد
الورقة الثانية التعايش الديني والاستفتاء أ.د. الطيب زين العابدين
الورقة الثالثة اتفاقية السلام الشامل وحق تقرير المصير والمشورة الشعبية إ.د. حسن سيد سليمان
المعقبون :
1- أ. ربيع حسن أحمد 2- د. أسامة زين العابدين
الجلسة الثالثة: مفاهيم عامة – الاستفتاء والمشورة الشعبية.
الزمن: الثلاثاء 19/10/2010م الساعة 12:15 – 13:15
رئيس الجلسة : البروفسيور أحمد الياس الحسين
الرقم العنوان مقدم الورقة
الورقة الأولى محفزات الوحدة تداعيات الانفصال أ.د. عبد الرحمن أحمد عثمان
الورقة الثانية المشورة الشعبية : الاختلافات السياسية والمآلات الإستراتيجية د. عبد الرحمن أبو خريس
الورقة الثالثة
الإطار الفلسفي لعلاقة السودان بأقاليمه بين القاعدة والاستثناء د. عمر أحمد سعيد
المعقبون :
1- السفير عثمان السيد 2- د. الأمين عبد الرازق
الجلسة الرابعة : تداعيات الاستفتاء – الوحدة والانفصال
رئيس الجلسة : الدكتور/ أحمد المفتي
الزمن: الثلاثاء 19/10/2010م الساعة 14:00- 15:15
الورقة العنوان مقدم الورقة
الورقة الأولى الانفصال أثره علي الأمن الإقليمي د . بدر الدين رحمة
الورقة الثانية المواقف الدولية من الاستفتاء د. أكرام محمد صالح
الورقة الثالثة دور الإعلام في الوحدة د. ياي جوستون
الورقة الرابعة الاستفتاء والأمن القومي أ. د. حسن الساعوري
الورقة الخامسة مستقبل التنمية في السودان في ظل الوحدة والانفصال د. محمد عبد القادر محمد خير
المعقبون :
1- د. إبراهيم الخضر الحسن 2- د. ربيع عبد العاطي عبيد
الجلسة الخامسة: تداعيات الاستفتاء
رئيس الجلسة : د. صفوت فانوس
الزمن: الأربعاء 20/10/2010م الساعة 09:30 – 10:30
الورقة العنوان مقدم الورقة
الورقة الأولى تداعيات الاستفتاء الاقتصادية في حال تقرير مصير جنوب السودان أ. الشيخ محمد المك
الورقة الثانية المواطنة والجنسية د. أميرة همت
الورقة الثالثة الوحدة الوطنية بين جدلية الثقافة والسياسيةأ.د. سيد حامد حريز
الورقة الرابعة
إشكالات الوحدة والتعددية في تاريخ الشعوب الإفريقية( وادي النيل أنموذجا) أ.د. مهدي ساتي صالح
الورقة الخامسة الوحدة بين تعزيز المقومات وتحقيق المطلوب د. علي عيسى عبد الرحيم
الورقة السادسة تجارب حق تقرير المصير في إفريقيا فايز السليك
المعقبون :
1- الشفيع محمد المكي 2- الاستاذ/ موسى الملك كور
الفطور 10:30 – 11:00
الجلسة السادسة : الاستفتاء - الجوانب الاجتماعية الثقافية
رئيس الجلسة : الدكتور/ عوض خليفة
الزمن: الأربعاء 20/10/2010م الساعة 11:00 – 12:15
الورقة العنوان مقدم الورقة
الورقة الأولى
موقف الثقافة والأديان في ظل الوحدة والانفصال أ.د. عبد الرحيم علي
الورقة الرابعة الآثار المترتبة علي الانفصال علي مناطق التمازج بالتركيز علي جبال النوبة د. محمد أحمد بابو نواي
الورقة الثالثة
أسرة اللغات النيلية الصحراوية باعتبارها معززاً للوحدة الوطنية في السودان . د. كمال محمد جاه الله
الورقة الرابعة
القيم السامية في أدبنا و تراثنا السوداني : تعزيز للوحدةأ.د. عبد لهادي محمد عمر تميم
الورقة الخامسة
الإعلام في جنوب السودان – تداعيات الاستفتاء أ. مالك عبد الله سعيد
أ. عبد الله كيري واني
المعقبون :
1- د. عمر مسعود 2- أ.د.مصطفي خوجلي
الجلسة السابعة: الاستفتاء - الجوانب الاجتماعية والثقافية
رئيس الجلسة : الدكتورة/ حسنات عوض ساتي
الزمن: الأربعاء 20/10/2010م الساعة 12:15– 13:15
الورقة العنوان مقدم الورقة
الورقة الأولى أبيي – نموذج للتعايش القبلي د. أبو القاسم قور
الورقة الثانية الفنون الشعبية ووحدة السودان د. عباس الحاج
الورقة الثالثة
جذور الوحدة والتسامح في التراث الشعبي السوداني أ. محمد الفاتح يوسف أبو عاقلة
الورقة الرابعة دور الشباب في الوحدة أ. أزهري بشير
الورقة الخامسة دور المرأة في تعزيز مبدأ قبول الآخر دعماً للوحدة أ. تهاني إبراهيم محجوب
المعقبون:
1- د. الطاهر مصطفي 2- د. عمر شاع الدين
الجلسة الثامنة: الاستفتاء وتداعياته الاقتصادية .
رئيس الجلسة : الدكتور/ حاتم عثمان محمد خير
الزمن: الأربعاء 20/10/2010م الساعة 14:00 – 15:15
الورقة العنوان مقدم الورقة
الورقة الأولى اتفاقية نيفاشا – قسمة الثروة د. يوسف خميس أبو رفاس
الورقة الثانية أثر الاستفتاء علي الموازنة العامة والسياسية النقدية د. حسن بشير
الورقة الثالثة
العملة والاستفتاء د. عبد اللطيف محمد سعيد
الورقة الرابعة عوامل القوة والضعف في وحدة السودان د. محمد أحمد عبد الغفار
الورقة الخامسة الاستفتاء والبترول د. أزهري عبد الله الحاج
المعقبون :
1- الدكتورة : هيام أحمد عبد الرحيم 2- د. محمد الجلي محمد