الأربعاء، 22 مايو 2013

انطلاق الدَّورة الرَّابعة لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي


عقد مجلس أمناء جائزة الطيِّب صالح العالمية للإبداع الكتابي في دورته الرابعة اجتماعه الأول  بعد تكوينه الجديد .
في بداية الاجتماع رحب رئيس المجلس بروفيسور علي شمو بالأعضاء الجدد وشكر الأعضاء الذين غادروا المجلس، مثمناً مجهوداتهم القيمة في الدورة السابقة وأقر الاجتماع أن تكون مجالات الجائزة على النحو التالي: الرواية والقصة القصيرة والنص المسرحي، مع التوصية بأن يكون الشِّعر أحد محاور الدورة الخامسة كذلك أقر المجلس الشروط المحددة لكل مجال من مجالات المسابقة، كما أجاز المجلس مقترح الجدول الزمني لبداية المشاركات ومسارها إلى نهايتها. وتم استعراض توصيات المجلس السابق بغرض الاستفادة منها.
      وسيعقد مجلس الأمناء لقاءً مع الإعلاميين والأدباء والمثقفين خلال الأيام القادمة للتشاور والحوار حول الجائزة .
 ودعا المجلس المهتمين للإطلاع علي شروط الجائزة في الصحف اليومية وموقع الجائزة (http://zain.eltayebsalih.sd) والمواقع الإلكترونية ذات الصلة.    

الثلاثاء، 14 مايو 2013

الخروج...شعر/ محمد الفاتح يوسف أبوعاقلة


الخُـروج
                                     شعر: محمد الفاتح يوسف أبوعاقلة 
أودعتني الشموسُ
بهرَ التوّهج حتى خرجتُ
على الناس أعلن موتي
وموت الصبايا
تدافعنَ للنهر
أوْدعن في الموج أنفاسَهُنَّ
لماذا يُباغتني الزهوُّ
حينَ أصافحهُنَّ
اركض نحو السهول البعيدة
اشهدُ موتَ الغروبِ
وأرقبُ كيف يُلطخُ ثوبُ السماءِ
برشحِ الدماءْ
وافضحُه بالندوبِ
أُعريه أمامَ غرورِ النّهار
كان ذاك المخاضُ غريباً على الوقت
كان جديداً كلونِ المحار
توزعه الموجُ
رّقشهُ بالضياءْ
كان شيئاً كطلع التواريبِ
حين يفاجئها الماءُ
تحت قشور الترابْ
كان هذا الخروجُ افتضاحَ
المواسم
أيقونةً من سَمومِ اليبابْ
أين قبرُ الجميلةِ
بنتِ القبيلة
من أين تأتي؟
أعبرَ ثقوب المزامير
أم فوق ظهور المطاميرِ تأتي
عشية تبكي السّماءْ
أين قبرُ الجميلةِ
يا شاهدَ القبر
أين الورودْ ؟
***
كُنتِ أعجوبةَ تتحدى
إذ النورُ يهبشُ باصرةَ
الصحوِّ
تأتين مشرعةَ في الهجيرِ
ورائعة كالأثير
ومسكونةَ بالطفولةِ والزهو
وقت النفير
وفارعةً كنساءِ القرون السحيقةِ
يا شغبة الدار والعزِّ [1]
أنت بنونةُ كلَّ الزمانْ [2]
عساك تجيئين يومَ (الدويرتا) [3]
حداد التحاريق
كنت انتزعِت من القلبِ
تقطيبَه والغُضونِ
وكنتِ افترعت طهارة
هذا السكون
وزغردتِ كالسيفِ يلمعُ تحت
انبهار العُيون
وكنتِ كما وطني
في الديارِ البعيدةِ عن
سُرةِ الحُبِّ والانتماءْ
***
هناك ألاقيك
نافرةً كالشظايا
يناديك صوتي
على بَحةِ الناي
فتشتُ
أيقنتُ أني استرحتُ
مِنْ البوِح لليل
يفجعُني
بالسكونِ القبيحْ


[1]  شغبة: هي شغبة المرغمابية شاعرة سودانية مشهورة.
[2]  بنونه: هي بنونه بت المك نمر شاعرة سودانية.
[3]  الدويرتا: إزالة الحشائش من الأرض الزراعية.

الأربعاء، 24 أبريل 2013

دعوة لعرض ومناقشة كتاب سابع الدوي الذرة في التراث الشعبي السوداني للأستاذ محمد الفاتح أبوعاقلة

عرض ومناقشة كتاب ( سابع الدّوي، الذّرة في التّراث الشّعبي السّوداني، الجزء الأول) للأستاذ محمَّد الفاتح يوسف أبوعاقلة، بقاعة الشارقة جامعة الخرطوم وذلك في يوم الخميس الموافق 2 مايو 2013م، وفي تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً والدّعوة لكل المهتمين بالثقافة السودانية.  



السبت، 20 أبريل 2013

دلال الذوق


دَلال الذُّوق
                       محمَّد الفاتح يوسف أبوعاقلة
نوقد في الظلام نارنـا
وجيهك يا صباحنا نهار
سفن مرتاحة في التيار
وجاهزة تمـلي للإبحار
***
شوارع هللت بالضي
دفق فيها السحاب ألمي
نسائم برده الهطـال
حنيناً  أصلو ما بنشال
***
مساكن في بوادي النم
وجر دوباي عقب تمتم
ده شيتاً شفنا في ريلـه
وفي جـدياً درع تيلـه
مشاهد مقدرة وعـزه
قدل فيها الغنا وهـزه
***
ده شيتاً من مكامن الروح
وزى وحّة نغيـم مجروح
عوافي على الصباح الفيك
على الفرح البقى مدفيك
***
وشان عشم القماري القوق
وبوح بيهو الرويحةة تروق
وموال الحشـا المحـروق
نفرهـد لى دفاق الـذوق
ولى شدر المحنـة عـروق
*** 
نغرد للســلام  والنـور
ولى الشَّـدر الملان دندور
ونرحل في المدى المسحور
على سروج الصفا المحضور
***
عوافي  عليكي منك ؤليكي
من وَلَة الصَّبَـر راجيكي
لى حَـد السَّنــا الماليكي
أصـلا هِيفُـو ما بخليكي
    ما بخليـكي .. ما بخليـكي   

الخميس، 28 مارس 2013

قصة قصيرة : انتظار انشطاري/ محمد الفاتح يوسف أبوعاقلة


                                      بسم الله الرَّحمن الرَّحيم 
قصة قصيرة:
       انتظار انشطـــ ـــ ــــ ـــ ـــ ـــاري
                                        محمَّد الفاتح يوسف أبوعاقلة 
         صباح غريب تتمطَّى فيه الأشياءُ وتتثاءبُ... الضوءُ ثقيلٌ وباهتٌ وغبي... طائرُ الدَّار الأغبرُ على النافذةِ يبرق بعينيه الخرزتين اللامعتين، ويسكن في جمود غير مألوف...
      : قُمْ أيها الكسول ! قُمْ! 
        أغنية لمغنية مجهولة صوتها يابس وبلا ملامح تجرح حلق الصمت وتنبعث من مسجل عربة ترحيل أطفال الروضة...تحكي كلماتها عن حلاوة الزواج من رجل متزوج من أخرى!  كركبة وخشخشة صادرة من أكياس الفضلات المرمية، التي هجرتها عربة نقل الأوساخ ، وما زالت تنتظر في ضجر. ساحت جوانبها، وانصهرت مكوناتها، وسالت أمعاؤها، وانبعثت روائحها المستفزة القوية..  إنه ولا شك الصامت المشرد الغريب، الذي لا يفتر من نبش مخلفات أكياس البيوت، التي تحمل بصماتها، وعرضحالها الواضح. هذا حظ القطط المهملة والغرباء، أصدقاء شمس النهار، ومجاري التَّصريف المسدودة التي تحتضنهم شتاءً وتحن عليهم، وتحجز لهم تجويفها المظلم الرطب الدافئ مجاناً، كما تشملهم براميل الأوساخ برعايتها  يشعلون ما بداخلها، وينامون في حضنها الدافئ، إلى حين...   
       بيييب...بيييب، يتبجح بوري عربة اللبن المخلوط بماء الترعة التي مرَّت بها، في طريقها من الأطراف إلى قلب المدينة، والمحقون بالبنسلين حتى لا ينكشف ما به من طفح فاضح.
             بيييب.. بيييب ... الحليب العجيب.....بيييب ...بيييب ..الحليب الغريب...أوعى تسيب الحليب الحليب...بيييب بيييب ... ثم نشرة الأخبار... وموجز منجزات سعادة الراعي الأريب الحسيب،
        : قُمْ أيها الكسلانُ الرَّمدان! قُمْ وسَبـِّـــح الواحدَ الدَّيانَ...وقُلْ يا فتَّاحُ  يا رحمن!
         يحط الطائر المألوف الأغبر، على نافذة مكسورة الترباس، حائلة وطلاؤها متقشر،  يداعب النعاس جفنيها في الصباح، إنه طائر الدَّهشة والرَّتابة معاً! لم يغب يوماً عن مشاكساته، ولا يمل من مداعبة أنثاه...تنفض ريشها وترتعش مهتزة  عقب كل قفزة وطلعة من طلعاته
     حَطَّ هذه المَرَّة على صنبور الماء، ذي الفم الأخضر اليابس، رشيقاً ينظرُ من أسفل إلى أعلى... ينتظر قطرة الماء التي لا تأتي في صبرٍ ونشاط. الماء لم يسر في المواسير، حتى هذا الوقت من مواعيد الحياة... فلتنتظر الحياة طويلاً بلا ماء! الكل ينتظر ويترقب انسياب الماء في هذا التوقيت بالذات! لأنه مطلع معزوفة الفراغ الممطوط..
      الكل ينتظر ويترقب، وأنت في فراشك المتهرئ، المتسخ بنزوات الأحلام، وكوابيس التوتر والظلام ! قم وانتظر مع الآخرين!
      :.................................
       نعم أعرف هذا...كلهم مثلك تماماً ...طيور  متشابهة سمجة ...غابة من البان لا شيء فيها غير البان، بان، بان، بان ثم بان، لا شيء غير شجر البان. لون بلا تدرُّج لون واحد، باهت (سهكته) الشمس، وفسخت جلدته اللامعة، فصار بدون لونه القديم... لونٌ باهتٌ، رتيبٌ  لا عمقَ فيه، ولا ظلال!
     سبعةُ أَجانب يرتدون زِيـــَّـــاـً مُتَّسِخَاً كـُــتبت على ظهره  عبارة: " ابتسم أنت معنا في محلات أُبـُّــهة الوجبات"... يتدحرجون في تثاقل مكشوف، وخطوات يائسة بائسة ومُنْكسرة، كأنهم إلى مشانقهم يُساقون. ترتطم أَقدامُهُم بأكوام الحجارة، ومربعات الأسمنت والتراب، وأشلاء ضفيرة البيت القديم، الذي جُدِّد للسَّيدةِ الجديدةِ، وشمخ وتطاولَ وارتفعَ، يـُـناطحُ مَزْهواً المآذنَ وأبراجَ الاتصالات! ويراقبُ الجيرانَ  في الحيِّ الغَلبان بلا استئذان!
       الحجارة والأكداس، تلتهم طريق السابلة، وتحاصر العابرين...
   :دعيني وشأني أرجوك !  كلُّ العالم لا يسعني إنْ قُمْت ! اتركيني أرجوك!
         صوت ارتطام حاد، أنين مكتوم ... صرخة مدوية... لغط يعلو ... هرولة أقدام تتداخل الأصوات الهمهمات المتشنجة ولولة النسوة تدافع وجلبة ونقاش حاد..
: لقد ظهر فجأة !
: عبر  الشارع  أمامي بغتة !
: هذا شارع بين البيوت، شارع عادي بين البيوت العادية، وليس طريقاً للمرور السريع ذي الرادار، أين الفرامل؟ وفيم العجلة والشفقة والسرعة ؟
: ألم تتعلموا الانتظار؟ اتصلوا يا جماعة فليجر أحدكم اتصالا بأي جهة كانت
: بأي رقم نتصل؟
:  مــــــــــات !
: أرقد أرقد ما تقوم؟ الناس في شنو، وإنت الراقد ليها شنو؟
: أها والقايم ليها شنو ؟ اتركيني في حالي يا ولية، دعيني أرجوك!
     لا زال الطائرُ الأغبرُ على صنبورِ الماء ... عاد إليه بعدما جفل منه بسبب صوت الارتطام...يتدلى ويتأرجح، في توازن ومقدرة من أسفل إلى أعلى، حذراً، رغم الإلف والعشرة الطويلة، به خوف من الآخر المنتظر العجيب! متشبثاً بماسورة الماء... طار وحلق بعيداً ثم حط يشاكس مرة أخرى، ولكنه قوبل بالصد والممانعة هذه المرة كلما تأخر مجيء قطر الماءزاد من حراكه وقلقه ومماحكاته، لقد أدمنت هذا الفعل هل ترغب في الهلاك لتنفك من هذا الانتظار؟ ما في طريقة! (قالتها بغنج ومكاواة) كفى ! لم يستجب بإرادته، ولكنه أمسك إلى حين!
        خرجت وتركته على حاله ... لم تغب طويلاً عادت والنهار بكل غيظه وهجيره على محياها : كل شيء مغشوش، البصل، الزيت، الدقيق، والخضار رائحته كرائحة (أندرين) الحواشات وبنزين الطائرات! ولم تخطر اللحوم على بالها، فلقد ألفت فراقها واعتادت!
 :كل شيء مغشوش حتى الكلام! زَمَّت شفتيها، وجلست تسوي ثوبها، وتهرش شعرها، وتجيل بصرها في الأشياء! هل وصلت المياه؟
: لا تسأليني، بل اسألي ود أبرق !
: عالم طير ... قالتها وضحكت ..تنفَّست بعمق. أزاحت الابتسامة الطارئة العرقَ، وخطوطَ الغمِّ والحزنِ، من على مقدمة وجهها... لم يغادر فراشه، بل أدار رأسه المنبعج الأشعث تجاه الحائط الغربي... تابع ببصره الصدع الذي يبدو في حالة اتساع وتمدد، يوماً بعد آخر.. اكتشف لحظتها أن بعض الشقوق والتصدعات، قد كبرت واتسعت، حتى أنه يمكن للعقارب، وبقية الحشرات الكريمة، من أن تتخذ منها سكناً، في مشاريع الإسكان غير  المؤجل، للسادة والسيدات الحشرات، دون تمييز ومحاباة،  لطبقات دون طبقات، في عالم الحشرات!
  : لماذا لا نستقدم بيت خبرة في الإسكان من عالم الحشرات؟ ما المانع في ذلك؟
: نعم ! نعم الله عليك اتركيني حالي يا ولية! اتركيني يرحمك ويغفر لك الله!
     إنه ليس بالشَّق الوحيد في الحائط الغربي، بل هو الظاهر والأوضح، وهو يتخذ هيأة الحدود بين بلدين أو لبلد انشق إلى نصفين.. به ملامح الحدود انحناءاتها تعرجها فوضاها ولا موضوعيتها خطورتها وضياعها ولا جدواها.
: قم كفاك بحلقة  في الحائط!
: كم شقاً في هذا الحائط خمِّني! وإنْ عرفت الإجابة فسوف أقوم فوراً !
:اتندل نوم ما منك رجا!  
 بائع متجول على كارو ينادي على الخردة وسقط متاع البيوت، صوته مبحوح وبه لكنة من مكان بعيد من هنا...ينادي طالباً الخرد ينشد عقب كل نداء
: الهوا البزبنجي
يا حليلو الهوا البزبنجي
يا حليلو فارقناهو
يا حليل الهوا البزبنجي
خرد... خرد... خرد....................
    يصمت تأدباً حين يمر بصيوان العزاء المنصوب على ناصية الشارع، ينتظر المعزيين !!!
                                                   ***  
                                        محمد الفاتح يوسف أبوعاقلة
                                       الخرطوم  2010م

صحيفة الجريدة تكتب عن:

عدد الأربعاء، الموافق- 2013/3/27 - الصفحة 6

الخميس، 14 مارس 2013

منتدى اللغات الشهري


       قدم البروفيسور عبدالقادر محمود عبدالله محاضرة تحت عنوان اللغات السودانية القديمة ( المروية)،وذلك بمقر مجلس تطوير وترقية اللغات القومية بالخرطوم، ظهر الأربعاء الموافق 2013/3/14 م. 
    وكانت الجلسة برئاسة د. انتصار  صغيرون، ولقد عقب عليها الدكتور علي أحمد قسم السيد، وحضرها  جمع كبير من الأساتذة والمهتمين بالبحوث والدراسات والثقافة السودانية. 
البروفيسور عبدالقادر محمود والدكتورة انتصار صغيرون
وفي مفتتح المحاضرة تساءل البروفيسور عبدالقادر محمود عن هل اللغة المسماة "اللغة المروية" مروية حقاً؟
د. علي أحمد قسم السيد
  وكانت الإجابة الفورية: قطعاً "لا" ولم تكن مروية أبداً.    
مشاركون في الندوة
بعض الحضور