الاثنين، 13 أغسطس 2012

كرري


كَرَرِي
                       شعر محمّد الفاتح يوسف أبوعاقلة
في كرري النفل ظاهر متمـم فاشـو
ضرباً كان تقيل خلع الدخيل وأوغاشو
استعزى الأسود لى الله قدلو وهاشـو
اندكت حشود والشهدا حلقو عاشـو
***
كرري حديثة أكبر من تقولو قصايـد
شمخت شرّفت ضي السعود متزايـد
قول يا راوي جيب اقطع نشيداً فايـد
حَرَن الفارس أب جبة أب سلاحاً صايد
***
هدر حس الحديد والنار لهوبة اتعرّب
واب سَلَطيِّة في ميس الجبال بتقلَّـب
تيـتل ود فضيل كبّر ضراعو مكرّب
محنان كتشنـر فوق البشوفو مغلَّـب
***
كرري الدنيا ما بتقـدر توفِّي حقوقا
المكسيم يقـح والخيـل مرتب روقة
الدّخان كَتَـم والفِجّة زَرْ مخنـوقـة
ثابتين في اليقين والآخرة صادقة بروقة
***
عثمان أزرق الحاضر القلب ما اتضارى
الحرب التّبُـق من حينهـا بالِـع نارا
الجبـة المرقعـة والسيـوف كَبّـاره
والصّهليب حِمَى والفِجَّة قادحة شرارة
***
كرري كلامة نادر يوم صهيل بَحّاتة
قُدّر ما بتلين يـوم الدّواس صّلاتَـة
الفَرَقة التّسدّها ليـها دافعـه حياتـا
رب العِـزّة نوّر بالشهــادة وطاتا
***   
كرري دروسا للكون أصلو مافي متيلا
آيات الجهـاد فهمت حروف ترتيلا
منبور يا أب دروع الجُلَّـة ما راتيلا
قرى أورادو قام والعَرْكَة كان عاتيلا
***
دفروا على الزّريبة يسدِّوا خشم المدفع
واردين للشهادة العركـة ليهم مُشْرع
يعقوب صـادم الجيش الحديدو مدرّع
خيل الكارا في ميس الفـلاح تتضرّع
***
هادي الأمة حين دارت تسو صح سوّت
ربها جـاد عليها وفت عهودها النـوّت
الفارس البصـوم يوم الكماج ما اتقوّت
صاقعـة تَلْوِي فوق هام المعانـد خوّت
***
راس غردون زمـان راسمالو ضربة هـاري
مستعمـر لئيـم لى كـل شينـة يبـاري
شاف لصفي البروق في سيوف دميها سواري
طار راســو انجدع نعمنو مقطوع طـاري
***
وجات كرري البخيتة وعمّ في الكون ظيتا
أرواح الجـدود في الجنـّة رايغـة مبيتـا
اتعقـدوا الطروف لى الله فــروا ربيطـة
والختّوهـا راكـزة قويـة مانعـة وهيطة
***

الأحد، 12 أغسطس 2012

كتاب جديد للأخ الصديق الدكتور أحمد سمي جدو محمد النور

  الدور الإصلاحي والدعوي لرابح فضل الله في حوض بحيرة تشاد، وعلاقته بالدعوة المهدية (1893-1900م) 
تأليف الدكتور أحمد سمي جدو محمَّد النور محمود، أستاذ التاريخ بجامعة السُّودان المفتوحة، دار جامعة السّودان المفتوحة للطباعة والنشر.
  يشتمل الكتاب على سبعة فصول، وهي كالآتي:
الفصل الأول: حوض بحيرة تشاد والأرض والسّكان.
الفصل الثاني: الممالك الإسلامية التي قامت في حوض بحيرة تشاد
الفصل الثالث: رابح فضل الله- الأصل - المولد - النشأة.
الفصل الرابع: علاقة رابح فضل الله بالدعوة المهدية ودولة صكتو.
الفصل الخامس: الدور الإصلاحي والدعوي لرابح فضل الله في حوض بحيرة تشاد
الفصل السادس: نظم الحكم والإدارة التي أقامها رابح فضل الله في حوض بحيرة تشاد.
الفصل السابع: دور رابح فضل الله في مقاومة الاستعمار الفرنسي وما ترتب عليه من نتائج.
كتب البروفيسور محمّد أبو محمّد إمام، مقدمة للكتاب، جاء فيها: 
" لقد بذل الدكتور أحمد سمي جدو جهداً مقدراً يشكر عليه في استقصاء معلوماته، فقد زار جمهورية تشاد، ووقف على أحوالها، وليس (من رأى كمن سمع) وزار مكتباتها، وحصل على عدد مقدر من الوثائق، والمصادر الأصلية والمراجع الحديثة، باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، والتقى بعدد من الأكاديميين والمثقفين التشاديين..."  
              الدكتور أحمد سمي جدو في ضيافة قناة  الشروق، عبر برنامج (في ظلال الأصيل) في يوم 28 أغسطس 2012م، وفي تمام الساعة السادسة والنصف مساء، وقد كان موضوعها (التراث الشعبي والتاريخ) تطرق فيها د. سمي جدو لتراث السودان، ضمن منظومة التراث العالمي، وتحدث فيها عن أهمية التراث، وإمكانية الإستفادة منه في التنمية الإجتماعية، وفي تشكيل ملامح الهوية السودانية. 

السبت، 11 أغسطس 2012

الأرض في بلادي

الأرض في بلادي لها مخزونها الحيوي المترع بالحياة والميلاد 
       البادوبا      
       القردود 
       السيسة 
       القوزن 
       الهيل
       القريرة
       الكرب
       الفودة 
       الفنقة 
       الحيمور 
       الهربة 
       السبخة
       الهبج  
       العزازة 
       المراغة
       القوز
       الهمريبة
       أم كُدّاد
        ........ الخ

       تتنوع مسمياتها، وترفد النّص الإبداعي بإشارات لا فكاك من دالتها العميقة، فكل نوع من أنواعها يرتبط بحيوات، وخيرات ونعم لا تحصى، يتنوع المكوّن السكاني، وتتنوع الأرض والتربة في بلادي، سبــــحان الله !!! 


الأربعاء، 1 أغسطس 2012

عن الشعر والشعراء في بلادي (1)

     هناك شعراء في بلادي لم تسمع بهم أجهزة الإعلام، ولــــم يتناول النقّاد أعمالهم، هم الشّعراء الذين  سيخلد شعرهم بالرغم من هذا الغياب!!! فلا نجد لهم  أثراً في شلليات الشّعـــراء الذين يتخندقون في منتخبات وروابط، تحتمها عين الرّضا والمجاملات ... ولا في رحلات الشعر وأسفار الهواء الطلق وأثير الابتسامات الباردة الهامدة ....فيا شعراء السُّودان، أشعاركم في ذمّة التاريخ، أين أنتم من خليل فرح ومحمد سعيد العباسي والتيجاني يوسف بشير ومحمد المهدي المجذوب ؟ لماذا لا يُعتق الشّعر والقصائد من هذا الحب القاسي، والتمثيل على التمثيل؟  فالقصيدةُ حين تَكْتُب الشّاعرَ فعلاً وحقاً، تكونُ هي القصيدةُ التي لا تحتاجُ للشلليات، ولا للفضائيات ولا للمساحيق والشيات والبسمات والمُجاملات ....الخ !  وما يَصْدُقُ على الشّعرِ، ينسحب على كثير من الأجناس الأدبية الأخرى.  
 رحمَ اللهُ التيجاني يوسف بشير الذي يقول:
بعضُ منْ فِي القُبورِ مَوْتى       وبعضٌ كانَ فقدانُه سبيلَ بقائِه
  بعضُ مَنْ في القبورِ أوفرُ حظاً   بنعيمِ الحَيـــاةِ واستيـــــــفائه  
    تحيا القصائد إن استحقت مدلولها، وصارت قاصدة للمعاني، والألفاظ ما هي إلا أوان للمعاني! 
    تعج الساحة الآن بأصوات كثيرة، والشعر يبحث عن الرواء والماء الذي أشار إليه العلامة الرَّاحل البروفيسور عبدالله الطيّب (رحمه الله) في كتابه القيم (القصيدة المادحة).   
   الشعر يحدث مفعوله الواضح في ذائقة المتلقي، فينعكس هذا على مردوده الثقافي، فنجده عندها يتمثل المحفوظات منه، وهذا ما يغيب الآن! فكم منكم من يحفظ بيتاً أو بيتين لشاعر من الشعراء والشاعرات ممن يملأن الفضاء الثَّقافي الراهن صياحاً وتشاعراً، وهل ما يقدم الآن هو الشعر الذي نرجوه؟ كامتداد طبيعي لسابقه من الشعر الذي جاء به الخليل فرح بدري، على المستويين الفصيح والعامي؟ إن كانت الإجابة  نعم، فهذه كارثة كبرى! وإن كانت لا فما الفكاك؟ وكيف يعالج هذا الأمر الذي لا نحتاج لمجهود كبير للتدليل على صحته؟ الشواهد كثيرة جداً لا أحب إيرادها هنا! ولكن ربما في مرحلة متقدمة من هذه الورقة بإذن الله تعالى، وفي شكل مدارسة موضوعية، لا غرض من ورائها إلا استكناه واقع العمل الثقافي بالسودان، دون قصد إلى المساس بشخص بعينه.  
   ولا يسد هذا الرأي أفق النظر إلى بعض الأصوات المتميزة المجيدة في فن الشعر في السودان، وهي على قلتها دليل قاطع على أن الشّعر السوداني حي يرزق في ينابيعه الحقيقية! ولكنه لا يكاد يبين، وسط كم الهشاشة الشعرية المتداولة في معظم المنابر الثقافية. فالاستثناء واقع هنا لبعض الأصوات القليلة كماً، الرفيعة كيفاً، والتي سوف أقوم بالإشارة إليها كنماذج لنصاعة الشِّعر وتماسك عناصره ومكوناته، وعلى القارئ أن يقارن بينها وبين الشعر الذي لا أريد أن اسميه هنا! وهذا على المستويين الفصيح والعامي أيضاً.
يتبــــــع........ 


                                             محمَّد الفاتح يوسف أبوعاقلة