المشاهيـد
محمّد الفاتح يوسف أبوعاقلة
أنامُ ملَء جٌفوني كَي يفوتَ هوًى
يستعبدُ القلبَ في دنيا العداواتِ
لا شيء يصبـحُ في أيـامِ مملكتي
غيـرَ المودة صبحـاً والمساءاتِ
للناسِ من عَربِ زَنِج ومِنْ بشٍٍـر
تَكفي لتفهمَهم بعضُ الإشـاراتِ
السَّعد في ساحَتي إشـراقُ خاطرةٍ
يأتي إليَّ بهـا فيـضُ الفجـاءاتِ
لا الخوفُ يقدرُ أنْ يشتارَ منْ عَصَبي
لا الحُزنُ يكِسرُ فَوقِي َزهو راياتي
***
أنا المُنادَى إذا مـا الغَائراتُ ضُحَى
جاءتْ تَجرُّ عليــنا سَيَلَ غاراتِ
ألقي رِدائي على أهلي وآصــرتي
تسري كباصرةِ الرُؤيــا نَداءاتي
الخيـلُ تَحْجِلُ والبيـداءُ فاجِعتي
والليــلُ مَسرحُ إنشادي وآهاتي
هذا زمـانُ تبارَيحي وموجَــدتي
جردّتُ جَيْشاً من النَّجوى ولاءاتي
قد ناشَني الهَجْرُ والأيامُ ساحـرةٌٌ
والنَّاسُ قدْ تَركوا سُقيـا فَضَاءاتي
***
أينَ المهلهلُ وأبنُ الوردِ والهـُذلي
بلْ أينَ صيدحُ أوزاني الفَراهيدي
وأينُ نابغةُ الأشعـاِر صيْقلُهــا
في مجمعِ الشَعرِ حفوٌ بالصناديِـد
عِندَ الكِسائي وجهُ الضَّادِ مزدهرٌ
فيه بهـاءٌ وعُطُـلٌ مِنْ تجاعيــدِ
خاضَ ابنُ جنّي زَماناً في خَصائصها
وسيبويـه بديـعُ في الأسانيِــد
الفارسُّي عليٌّ لمْ يَجِـدْ حَرَجـاً في
شاردِ اللفـظِ إنْ أوحْىَ بتجديـدِ
***
في مُعْجم العينِ مِنْ قَولِ الألُى سَلَفوا
شيـدتْ منَائرُ إبداعِ وتسديــدِ
قاسُوا على الثبتِ والموفورِ وابتدعُوا
سفـرَ التقاليـب في أبهْى تَواريـدِ
الجاحظٌ الفـذُّ تبيينٌ يضوعُ شذَى
حَصَافةُ الرأي تَزْهـو دونَ تعقيـدِ
في بَحْرَ حتَّى أرى الفـرَّاء في فرقٍ
بينَ الجلاميـدِ والهُوجَ المراويــدِ
عوالمُ اللفـظِ والمَعنى يراودُهــا
إلى حدائـقَِ بوحِ في المواعيــدِ
بادتْ جَديـسُ وطسمٌ غيرَ رائحةٍ
نْشَتمُّها إنْ جَنَحنـا للتجاريــدِ
وفيصـلُ الأمرِ قـرآنُ الإلِه بـه
إعجازُ لَفظٍ تَسـامى دونَ تَعقيـدِ
ما قمـتُ أتلوهُ إلاّ زَارنَي ألقٌ علا
المُحيَّــا حَـوى كُلَّ المشاهيـدِ
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.