الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

حوار مع حارس البجراوية Dialogue with Begrawiya guard

حوار مع حارس البجراوية

قام قسم التّنوير والتّثقيف بزيارة توثيقية تنويرية إلى ولاية نهر النّيل، ضمن بعثة ضمّت البروفسير عبدالقادر محمود عبدالله مستشار مدير الجامعة للتخطيط والتّنمية بجامعة السّودان المفتوحة، والدكتورة سامية بشير دفع الله، مديرة إدارة البحوث والتخطيط والتنمية، والأستاذ محمّد الفاتح يوسف أبوعاقلة، رئيس قسم التّنوير والتّثقيف.
ومن ضمن فعاليات هذه الزّيارة ، تم إجراء مقابلة إذاعية مع حارس البجراوية، مصطفى أحمد مصطفى كرادم، عرفانـًا بالدّور الحيوي الذي يقوم به هذا الحارس، في مناحي توجيه زوّار البجراوية، وإرشادهم.
وجاء الحوار الذي أجراه معه أ. محمّد الفاتح يوسف أبوعاقلة، كالآتي:
محمد الفاتح: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، مصطفى أحمد مصطفى كرادم، الميلاد والنّشأة .
مصطفى: وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، شرق كبوشية سنة 1958م. محمّد الفاتح: أين بالتحديد؟.
مصطفى: حتّة بقولوا عليها "كوع السّريحة" ، ده محل الميلاد. محمّد الفاتح: أين هي؟
مصطفى: تبعد من هذا المكان( البجراوية) 40 كلم.
محمّد الفاتح: هذا التسجيل يتم بالأهرامات الملكية الجنوبية، وتقابلنا الأهرامات الشّمالية. متى كان تاريخ التحاقك بالآثار؟
مصطفى: تاريخ الالتحاق بالآثار سنة 1976م إشتغلت في التنقيب مع مستر شيني في المدينة الملكية، وفي سنة 1977م مع فرنسيس ( يقصد فرنسيس خوس).في الكدّادة بين التّراجمة وشندي، وفي نفس 1977م بديت مع مستر هِنكل في التّرميم كطلبة مع البنايين، والنّاس المرممين، اشتغلت معاه 77 و 78 و 80 لحد 1984م.
محمّد الفاتح: ماهو دور الطُلبة؟.
مصطفى: الدّور البنقوم بيه طبعاً مستر هينكل، جايب معاه تايم( يقصد تيم team) بتاع البنايين، الورشة بتاعة المتحف القومي للآثار والتّرميم بلتحق مع الغرف الجنائزية الأمام الهرم. الحجارة الساقطة منها نحن بنقوم بتكشيفها وتلقيطها ونقوم بدور النّظافة بتاعتها، وهو بقوم بأرقامها وبعد داك بحدد لينا المكان النختو فيها، ونحن نختو بالرّقم، حتى عرفنا يعني الأرقام، تاني بقينا نخت، يعني يرقّم لينا ونحن نخت، وهو طبعـًا بروفسير في الشّغلة دي.
محمّد الفاتح: هذه الأهرامات لمملكة مروي القديمة تحمل أرقامـًا، ماذا تعرف عن هذه الأرقام، لو قلنا الرّقم (1). مصطفى: أماني تيري .
محمّد الفاتح: ملامح هذا الهرم شنو؟.
مصطفى: والله ملامح هذا الهرم هو أمامو مقصورة جنائزية لكن هرم مركّب، مدرّج مركّب،
يختلف من الأهرامات التّانية. محمّد الفاتح: والهرم الثّاني؟. مصطفى: الهرم التّاني القريب منّو ، البعدو طوّالي، "أريكان خريري"، الزّاوية المربّعة والبعدو ستيبس (steps) الزاوية المدرجة.
محمّد الفاتح: يعني الهرم الثّاني يختلف عن الهرم الأول، في زاوية الهرم هناك برواز... طيّب الهرم الثّالث؟. مصطفى: الثّالث مدرّج برضو، وهو مجهول، وكذلك الرّابع أمّا الخامس، "أريكان خريري".
محمّد الفاتح: والسّادس؟. مصطفى: أماني شخيتو.
محمّد الفاتح: هي من الملكات، بتعرف عنها شنو؟ كدي حدّثنا.؟. مصطفى: والله "أماني شخيتو" دي بقولوا الملكة الكنداكة، وبقولوا خاضت حروب، وفي أمام الهرم بتلقى رسمتها واضحة، ماسكه أسرى، وماسكة صولجان بتاع ملك، بقولوا هي خاضت معارك. محمّد الفاتح: الهرم السّابع. مصطفى: الهرم السّابع أرقماني.
محمّد الفاتح: بتعرف عنّو شنو؟. مصطفى: "أرقماني" ده طبعـًا خاض ثورة وبقولوا اعترض وثار على الكهنة. محمّد الفاتح: تذكر تواريخ؟
مصطفى: تاريخ انتقال المملكة؟ بقولوا من بداية القرن الرّابع ق.م والخامس ق.م.
محمّد الفاتح: أسرة مصطفى كرادم عندها علاقة بالآثار؟. مصطفى: أيوه كان حامد مصطفى كرادم عمّي طوّالي. محمّد الفاتح: نمش للهرم الثّامن.
مصطفى: هو رقم تمانية مجهول ماعندو اسم، وليهو علاقة بالآثار خاصة "مستر هِنكل"، مدّيهو قيمة خاصّة، في الجانب الشّمالي من الغرفة الجنائزية، وجد الخريطة البشتغل بيها الشّادوف، حتّى لمن يجي يشرح للنّاس ، بقول أنا وجدت المهندس المن قبلي طبّق لي الخريطة التي رفعتبا الشادوف واشتغلت بيها في الأهرامات. محمّد الفاتح: الهرم التّاسع؟
مصطفى: التّاسع ده مابعرف عنّو حاجة ، هو مدرّج، لكن ما بعرف عنّو حاجة.محمّد الفاتح: العاشر؟.
مصطفى: العاشر برضو ما بعرف عنّو حاجة.
محمّد الفاتح: الحادي عشر؟ هرم ومقصورة
مصطفى: الحداشر شنك دخيتو... نمرة حداشر ده بتميّز بمقصورتين جنائزيتين مميزات. والمقصورة أمامها حورس وهو إلاله الرّأس
الصّقر ومعاهو أنوبيس. محمّد الفاتح: أدّينا وصف لحورس؟. مصطفى: الإله الصّقر ده طبعاً الإله حورس تلقى راسو صقر شامخ خرطوش غير واضح وفي اليد تلقى العَنْخ. محمّد الفاتح: نمشي لى إتناشر.
مصطفى: اتناشر وتلتاشر ديل مدّنهن أرقام لكن الخرطوش لم يتوجد فيهو كتابة تحل لهذا الملك منو، لكن ملوك عظام وأهرامات شامخة ، والرّسومات محافظة أكتر من الأهرامات التّانية.
محمّد الفاتح: دي كلّها في الأهرامات الشّمالية؟.
مصطفى: كلّها في الشّمالية. محمّد الفاتح: ستّاشر وسبعتاشر؟. مصطفى: في تسعتاشر أنا عارف اسمو
(يقصد اسم شاغله) وأول ما رممو مستر "هِنكل" بعد 1927م.
محمّد الفاتح: بالحجر الأبيض؟. مصطفى: (يشير إلى صاحب الهرم) اسمو "تِرْكي ناوال"، وهو بختلف مبني البنيان المسطّح المليس، مافيهو مدرّج مافيهو كورنر، مافيهو مربّع ياهو داك هو قدّامنا ونحن شايفنو.
بعض الأهرامات التانية، الأهرامات زي ما قلنا قبيل نحن أوصفناها مناهجه قلنا مدرّج قلنا زاوية مربّعة قلنا مليس الهو أملس يعني ، في النّهاية في إهرامات اتبنت قي الهضبة المنخفضة وإهرامات اتبنت بالحجر تِرْكِي نَاوال النّوبي المحلي في المنطقة والطّوب سألنا منها قالوا دي الفترة المتأخرّة ، واتلاشت مروي يعني.
محمّد الفاتح: منم حرّاس الآثار في المناطق التّانية؟.
مصطفى: معاوية عثمان العوض البشير.
محمّد الفاتح: ده وين؟. مصطفى: ده في المدينة الملكية. طبعا ديل قام من سنة 907 و908 جدو، طبعا كان العوض البشير بشرف على الآثار في المدينة الملكية. والأهرامات الغربية ومعبد الشّمس والأهرامات الجنوبية والشّمالية، فبعد الستينات انتقل للأهرامات الغربية بعد 77 ، بلّه حميّدة علي وهو هسّي رجل كبير وحارس، وقبل حامد الذكرتو ليك قبيل كان في بقيعاوي صالح بقيعاوي وسنة 77 اشتغل حامد مصطفى كرادم لحد كان فترتو إنتهت أخد المعاش اشتغلت بعدو أنا طوّالي من سنة 95 دهـ شغل طبعا كان رسمي لكن بدري الآثار عندي بيو علاقة في الإجازة أنا بكون شغّال في موسم مستر هنكل أنا بكون شغّال يعني ملم بالآثار طوّالي. لحد الآن شغل رسمي.
محمّد الفاتح: تعامل المواطنين هنا مع الآثار وإنتو بتوجهوهم، شنو الدّور المطلوب من المواطن ويتعامل مع الآثار كيفن؟. عندكم ناحية ارشادية؟.
مصطفى: ناس المنطقة دي طبعاً عارفين الآثار وحتّى كمان الآثار جاذبة السواح وجاذبة النّاس حتّى بستفيدو منّو يعني. زي ما انت شايف هسّع، دورم في الآثار إن شافو زول بخرّب وإن شافو زول طلع ، ما بقبلوا في الآثار حاجة طبعاً لأنو ده تاريخ يتوارثو الأجيال طبعاً، الآثار مهمتو المحافظة، والأثر هو الأثر، يعني أي حاجة في محلها المفروض ماتتحرّك من محلّها والمفروض تاخد قيمتها. عندنا هنا بنرشد الطلاب في المدارس وكل النّاس ، الذكرى تنفع قلوب المؤمنين، ما يطلع الزّول على حجر، ما يكتب تذكار أو اسمو، أو يلقى تذكار قديم على حجر، ما يطلع في قمة الهرم، يحترم الآثار ويسأل وبعدين يستفيد إن شاء الله.
محمّد الفاتح: يا مصطفى إنت عندك دراية ببعض الرّموز الموجودة على الأهرامات دي، يعني بتقول أل صن دسك، تعني قرص الشّمس، المصطلحات دي والإنجليزية إنت أخدتها من ..
مصطفى: من العلماء وحتى العلماء المرشدين، نحن طبعاً بجونا هنا زوّار، وبجي معاهم مرشد أو من ناس الآثار ناس المتحف، أي زول بناخد منّو معلومة شويّة، نسمعو قال شنو ونسألوا.
محمّد الفاتح: طبعاً اكتسبت معرفة عالية.
مصطفى: والله المجال هو طبعاً طوّل وعلى حسب الممارسة والزّول بيسأل وبيعرف.
محمّد الفاتح: شايف بعض الجمالة، ديل لترحيل النّاس؟. مصطفى: أيوه ديل بركّبوا الناس، ودي معلومة بدت من بعد 99 ولحد2000 والزّوار بمشوا متكاثرين، وفي شركة إيطالية هنا عندها إعلام يعني ناسه كتيرة، هم البركّبو من عند الفندق يجيبو هنا ويركبوا من هنا يدخّلوا، والجمال بقت برضو يعنى ليها سيرة.
محمّد الفاتح: هناك واحد من الأهرام نزل، واختفى يعني ده نمرة كم؟. مصطفى: ده نمرة عشرة.
محمّد الفاتح: سبعتاشر تمنتاشر تسعتاشر الشماليات ديلك لحد كم؟.مصطفى: الشّماليات ديل كلّها مجموعته؟.
محمّد الفاتح: الموجودة الآن. مصطفى: الموجودة الآن لحد واحد وعشرين.
محمّد الفاتح: طيّب عشرين واحد وعشرين ديل ياتم؟.
مصطفى: عشرين واحد وعشرين والله ماني عارفة، في اسم بقولوا أماني ريناس، لكن ما معروف. في إتنين وعشرين في الشّمالية ده "نِتِي كاماني"، هو ملك مهم وزوج أماني تيري.
محمّد الفاتح: لمن نجي للجنوبية هنا في أركا كاماني.
مصطفى: أيوه أركاكاماني نمرة ستّة طبعـًا.
محمّد الفاتح:الجنوبية فيها كم من الأهرامات؟.مصطفى: مدنها عدد عدد كبير.
محمّد الفاتح: كم يعني؟. مصطفى: مدنّها زي تمانين.محمّد الفاتح: لكن الموجودة وشاخصة كم؟.
مصطفى: زي عشرة. محمّد الفاتح: كدي ممكن تسمّي لينا منها؟. مصطفى: والله عارف زي تلاته، الأهرامات الجنوبية. محمّد الفاتح: قولن. قول التلاتة البتعرفن.
مصطفى: أركاكاماني، رقم ستّة، وأماني سلو خمسة، وبَرْتَاريا رقم عشرة.
محمّد الفاتح: في اختلاف بين أهرامات الجنوبية والشّمالية؟.
مصطفى: اختلافن، الأهرامات الجنوبية مافيهن الزاوية الكرنيش المربّع، والأهرامات المصطبية أكثر من الأهرامات الظّاهرة. المصاطب المحسوبة كتيرة على قمّة التّلّة، والدّفن بدأ هنا حتّى انتقل في الشّمالية.
محمّد الفاتح: يعني الجنوبية أسبق من الشّمالية.
مصطفى: أسبق من الشّمالية.
محمّد الفاتح: أنا بلاحظ إنو ظاهرة تحرّك الرّمال
وزّحفها على الأهرامات تعليقك شنو على الظاهرة دي؟.
مصطفى: والله الظاهرة دي أصلها كانت بسيطة، بدت من 84 اتقطعت الأشجار من الوادي ده الوادي الشّمالنا ده ( شمال الأهرامات الجنوبية) اسمو وادي الطّرابيل، والطرابيل دي بقصدوبو طبعاً ناسنا الأهرامات، حتّى مستر هنكل في سنة 81 ـ 82 بدا متحف كبير المتحف ده صممو على بيت الكاهن الفي معبد الشّمس. بي نفس المقاسات وجا عملوا هنا سنة 83، وبدا فيهو لحد ما انقسم النّص، جا في الوسط، وتاني مستر هنكل بقى مرّة يجي ومرّة ما يجي، والبنيان ده وقف.
محمّد الفاتح: من العلماء الكانت ليك علاقة بيهم، ده هينكل وذكرت شيني.
مصطفى: شيني ده طبعـًا دورو التّنقيب.
محمّد الفاتح: كيف كان تعاملو؟.
مصطفى: شيني ده طبعاً التّنقيب، وكان معانا دكتور خضر عبدالكريم، وكان معانا فيصل الله يرحمو ! فيصل الشّيخ، ومعانا باشّا محمّد حسن، ديل طبعاً النّاس ديل البرّه برّه، واللي توفي الله يرحمو ، شيني ده بيبدا الحفرية بيربّع الحفرية بالمتر بقيسه تمام ، بشتغل السّطحة الأولى بشيلو برّة ، وبعد خمسة وعشرين سنت بعد داك ببدا الحفر الرّسمي، نوجد الفخار في قفف وليهو ميزة وليهو سرك، القفة يعني ليها سرك، الحفرة منمّرة، نمرو كم وكده وكده. لحد ما ينتقل هناك بنغسّل الفخار، وكلو ليهو مربّعة معروفة، وقدر ما نمشي خمسة وعشرين سنت أو الأرض تغيير لونه هوبيعمل سرك للون الأرض وقدر ما نلقى قطعة بتاعة خشب موجودة جوّه أوحاجة زي دي، يقوم يسجله ويعمله في كيس ويحدد مسألتها، لحد الحفرية ما تنتهي وتصل نجيضة.
محمّد الفاتح: دايماً الدّفن بكون وين بالنّسبة للهرم.
مصطفى: في الوسط طبعا أمام الغرفة الجنائزية المعبد وهو مقبّل على الشّرق والسلّم بجي نازل طوّالي على المعبد لحد ما ينتقل قريب باب المعبد بي الجهة الشّرقية كلّها متجهة شرق. وسؤالاتنا نحن كتيرة والسّؤالات بتختلف، نقول هذا الهرم مايل يمين مايل شمال، بعض العلماء قالو يقصدوبو الشّمس يقصدوبو مدارات الشّمس أو نجوم معيّنة، تلقى الهرم لافي يمين شوّية، شمال شوية جنوب شوّية، وفي هرم هنا نمرة 22 الليهو الملك نيتي كاماني بتغيّر من الأهرامات ماخد الجنوب الشّرقي شديد.
محمّد الفاتح: مصطفى أحمد، القبيلة شنو؟ من ياتو قبيلة؟. مصطفى: حسّانيّة.
محمّد الفاتح: ياتو فرع من الحسّانية؟.
مصطفى: فرع بقولو على مزازيح.
محمّد الفاتح: المزازيح طيب الحالة الإجتماعية متزوج وعندك أسرة. مصطفى: آآي الحمدلله!.
محمّد الفاتح: عندك كم من الأطفال؟. مصطفى: تسعة.
محمّد الفاتح: ماشاء الله، مصطفى أحمد مصطفى كرادم الأهرامات الجنوبية والشّمالية من الحجر الرّملي Sand Stone، بتتآكل بفعل عوامل التعرية ومن الداخل في حشوة مفككة، ما طوب يعني.
مصطفى:الأهرامات طبعاً اتعرضت لى تكسير وتخريب، في سنة، بقولوا في سنة واحد ألف وتمنماية سبعة وتلاتين 1837 في التركية الزّمن داك الحكومة التّركيّة، ودكتور طبيب اسمو فرليني وهو مشى مع الدِّيش التركي المصري وجا غاشي الأهرامات طلب الأهرامات وبدا بانهياره من فوق، طبعاً بقصد الثّروة.
محمّد الفاتح: أيوا .... بَدو يفتشو يعني؟.
مصطفى: بَدو يفتّشو. محمّد الفاتح: يفتّشو يعني بحثاً عن الثّروات المدفونة مع الملوك ومع الملكات.
مصطفى: هرم الملكة أماني شخيتو وهو نمرة ستة، كلّو اتعرّض للسرقة !. بعض الأهرامات المكسورة هسي الكسر نحن بنشوفو انهيار كبير، نحن في وجودنا لمن تجي الأمطار السّالبة، تكون أمطار كتيرة وسالبة، بتنزّل من الحجر النّاعم وبقوم الحجر الكبير يقع وبكون ما قاعد كويس، يعني بعد زمن كل مرّة بتتساقط الأحجار.
محمّد الفاتح: يعني المنطقة دي ما منطقة أمطار كتيرة.
مصطفى: أمطاره ما كتيرة.
محمّد الفاتح: لكن بتصادف أحيانـًا تجي !.
مصطفى: أحيانـًا تجي بتزيد، في هوا قوي. إنت قبيل سألت من التّلّة بتاعة الرّمال. التّلّة بتاعة الرّمال بتتحرك. تتحرّك الفصول بتاعة السّنة.
محمّد الفاتح: يعني الرّمال بنلقاها بالجهة الجنوبية متين؟ وبالشمالية متين؟. مصطفى: مثلاً من بداية شهر خمسة لا عند خمستاشر ستة لا عند ستّة كلّو الهبوب والهوا جنوبي والرّملة بتبدا متحرّكة للجهة الشّمالية. بداية شهر واحد وشهر اتنين والفصول لحد شهر تلاتة وأربعة تتحرّك جنوب. محمّد الفاتح: الآن هي في الجهة الجنوبية. مصطفى: آآي في الجهة الجنوبية. وإن جات من شرق وخشّت جوّه الغرف بتاعة الأهرامات تغطّي وتحافظ على الأثر جوّه داخل وإن مشت برّه سالبة. إنت شفتها قبيل في الحافات بتاعة الأهرامات سالبة يعني.
محمّد الفاتح: مصطفى ، اسم الوظيفة شنو؟.
مصطفى: غفير. محمّد الفاتح: حارس يعني، حارس لى شنو؟. مصطفى:حارس للأهرامات.
محمّد الفاتح: الشمالية والجنوبية، كلهن تحت حراستك؟.
مصطفى: آآي إن شاء الله. محمّد الفاتح: دورك بالنّهار ولا بالليل، بالليل في إشراف برضو؟.
مصطفى: أنا دوري طبعاً بالنّهار. لكن بالنهار ما ماخد زمن زي عمال الحكومة البيطلعو تلاتة أو يطلعوا أربعة ، طبعاً ده شغل عظيم بتوارثو الأجيال.
محمّد الفاتح: الفترة المسائية في إشراف؟.
مصطفى: الفترة المسائية أنا بقعد أنا لحد صلاة المغرب.
محمّد الفاتح: وبعد داك؟. مصطفى: بعد داك أنا ما عندي حراسة، لكن في شرطة الآثار والسياحة ليها مدّة 3 سنوات موجودة معانا هنا.
محمّد الفاتح: نحن نتمنى إنّو هذه المناطق تتوصّل وتتصل بطريق معبّد، وتتوفّر ليها إضاءة ليلية، وهذه المنطقة منطقة قيّمة في تاريخ السّودان، نتمنى إنّها تجد العناية المثلى من أهل الآثار، ومن الدّولة عمومـًا إن شاء الله ، شكراً ليك يا مصطفى أحمد مصطفى كرادم حارس البجراوية في محلية وين؟. مصطفى: محلّية كبوشية وريفي شندي. محمّد الفاتح: شكراً جزيلاً وبارك الله فيك!.
تعليق دكتورة سامية بشير دفع الله/ مديرة إدارة البحوث والتخطيط والتنمية، بجامعة السّودان المفتوحة، على تفاصيل الحوار مع مصطفى أحمد مصطفى كرادم، حارس البجراوية.
( رجل بسيط ، لكنّه استطاع أن يمتلك معلومات عن الآثار التي يقوم بحراستها ، لا توجد إلا عند المتخصصين في هذا المجال، معلومات مثل أرقام الأهرامات كما حددها "رايزنر" وأسماء المدفونين فيها من الملوك والملكات والأمراء، متى ما توفّرت المعلومة، بل ويعرف تفاصيل عن هندستها: أملس، مدرّج ، مبروز....الخ. ومعلومات أخرى. والمدهش حقـًا أنّ كل ما ذكره صحيح.. لم يخطئ أبداً. وعندما يقول لا أعرف!، يكون ذلك بسبب غياب المعلومة عمومـًا. إنّه يستحق الإشادة والتّكريم.).
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.